بلدات في ريف الحسكة شبه فارغة هربا من القصف التركي
اعداد سامر الخطيب
شهدت العديد من البلدات والقرى في ريف الحسكة خلال الأيام الماضية حركات نزوح كبيرة حيث باتت بعض القرى شبه خاوية من سكانها، ومن بين أبرز المناطق التي شهدت نزوحاً لسكانها هي بلدة أبو راسين ونحو 14 قرية محيطة بها، وذلك خوفاً من استمرار القصف البري من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها المتمركزة ضمن منطقة “نبع السلام”.
وقال احد سكان ريف بلدة أبو راسين، بأن القرية التي يسكن فيها إضافة للقرى المحيطة بها اصبحت شبه فارغة وبقي في كل قرية أقل من 10 اشخاص وذلك لحماية المنازل من السرقة وأنهم أخرجوا اهلهم من نساء وأطفال وكبار السن وأرسلوهم إلى منازل أقارب لهم في قرى قريبة من الدرباسية.
وأضاف أن القذائف العشوائية لم تفرق بين الحجر والبشر، وأن الأطفال والنساء كانوا يعيشون في حالة من الرعب بشكل يومي وانهم قرروا المغادرة نحو مدينة الحسكة، ومن لا يملك المال قصد المخيمات، فيما فرّ قسم منهم عبر طرق “التهريب” إلى إقليم “كردستان العراق” وذلك بعد ان فقدوا الأمل بعودة الاستقرار للمنطقة نتيجة همجيّة القوات التركية في قصفها للمنازل.
أما في قرية الأسدية، فقال أحد سكانها بأن القرية فارغة من السكان وانه بقي مع اثنين آخرين من الشباب في القرية وانهم يقصدون الأنفاق حين تتعرّض القرية للقصف، وأن أهالي القرية وآخرين من قرى مجاورة لم يتمكّنوا حتى الآن من حراثة أرضهم وزراعتها وذلك جراء تعرض المنطقة باستمرار لقصف مدفعي وان جيرانه فقدوا اثنين من اطفالهم قبل اكثر من شهر حين سقطت قذيفة على منزلهم واصيب عمال حواش القطن قبل اشهر اثناء استهداف عربة تقلهم وان الاهالي قرروا النزوح خوفا من خسارتهم لأحبّتهم.
وصعّدت القوات التركية والفصائل الموالية لها من وتيرة قصفها على ريفي تل تمر وأبو راسين شمال غربي الحسكة، حيث بات القصف يتكرر بشكل يومي، مستهدفاً المرافق العامة ومنازل الأهالي بشكل متعمد وطال القصف مؤخراً محطات الوقود والأفران ومراكز لقوى الأمن العام “الأسايش”، وابراج الاتصالات، مما دفع الأهالي إلى النزوح بنسبة 90 بالمئة بشكل تقريبي، حيث توجه قسم من النازحين إلى مخيمات تقع في ريف المالكية ومخيم الطلائع في الحسكة وقسم آخر لجأ إلى استئجار المنازل في الحسكة وعامودا ودرباسية والقامشلي.
واستهدفت طائرة درون انتحارية تابعة للقوات التركية أمس موقعاً عسكريا في محيط قرية الدبس شمالي الرقة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
وقتل مواطن “61 عام” من ريف عين عيسى الشرقي، متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم الجمعة، جراء قصف القوات التركية العنيف للقرى المحاذية لخطوط التماس في ريفي تل أبيض وناحية عين عيسى بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبدأت القوات التركية منذ ليل 19 – 20 شهر تشرين الثاني الفائت تصعيداً كبيراً في القصف من خلال استهداف المرافق العامة والمنشآت الهامة جوياً وبرياً ضمن عدة مناطق من أرياف الحسكة والرقة وحلب.
