يتوجه العديد من المواطنين خلال فصل الشتاء لقطاف “الفطر” الذي ينبت في الأراضي الزراعية والبساتين لتناوله كمادة بديلة عن الخضار واللحوم لدى العائلات التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، كما يلجأ البعض لبيعه، في حين أن هناك نوعاً سامّاً منه ويشكل خطراً على المدنيين.
وتنمو في مناطق ريف الرقة في هذا الفصل من العام أنواعاً من الفطر بعضها سام يميزه رعاة الأغنام وأغلب السكان المحليون ويقومون بإزالته خوفاً من أضراره.
إلا أنّ أغلب المواطنين لا يستطيعون التمييز بين انواع الفطر، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت جراء التسمم ببعض الانواع السامة.
وشهدت محافظة الرقة عشرات الوفيات والاصابات جراء تناول فطر بري، تبيّن لاحقاً أنه سام.
وآخر الوفيات مان طفلاً من منطقة العكيرشي بريف الرقة الجنوبي، اذ توفي بعد أسبوع من نقله إلى أحد المشافي في دمشق ووضعه داخل غرفة “العناية المشددة”، بعد إصابته بتسمم نتيجة تناوله لـ”الفطر السام”.
وبتاريخ 8 من تشرين الثاني الفائت توفي 16 شخص، نتيجة التسمم بالفطر السام في قرية أبو وحل بريف الرقة، وهم: 10 ذكور تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 40 سنة، و6 إناث تتراوح أعمارهم مابين 6 إلى 22 سنة، فيما لا يزال 8 أشخاص في المشفى، أحدهم بحالة حرجة، و7 حالتهم مستقرة.
في سياق متصل، توفيت طفلة بينما جرى إسعاف أفراد عائلتها جميعهم إلى المشفى لتلقي العلاج تحت “العناية المشددة” ، بعد تناولهم فطر بري سام، ضمن مخيم خربة الجوز في ريف ادلب الغربي.
ويعمد الكثير من النازحين في مخيمات النزوح في الشمال السوري إلى تناول الفطر كغذاء أو بيعه في الأسواق لإعالة أسرهم أو كطعام لاطفالهم.
من جهته، أشار "الدفاع المدني” إلى زيادة نمو الفطر في مختلف المناطق السورية جراء الطقس الضبابي والشتوي، مع صعوبة التمييز عبر الشكل أو اللون أو الحجم أو الطعم، بين الفطر السام وغير السام.
وأوضح أن الأعراض تتفاوت، من خفيفة في الجهاز الهضمي، إلى فشل في وظائف بعض أعضاء الجسم قد يسبب الوفاة. كما نصح المدنيين بالتأكد من أن الفطر غير سام وقابل للاستهلاك قبل تناوله، وتجنب تناول الفطر البري الذي يصعب تمييز السام وغير السام منه.
وتتعدد أنواع الفطر غير الصالحة للأكل، كفطر “الأمانيت فالاويد”، وهو أحد أكثر أنواع الفطر السام خطورة وفتكًا، إذ يؤثر السم عند تناوله في الجهاز العصبي.
ومن الأنواع الأخرى التي لا تصلح للطعام (فطر الأمانيت، فطر الأمانيتاكيس، الفطر الغابي، فطر جالارنيا سوليس).
ويعتبر فطر “جالارينا لوليس” من أنواع الفطر ذات النسبة العالية من السموم، إذ يمكن أن يسبب تناول حبة منه بوفاة شخص بالغ بعد سبع ساعات أو أكثر.
ومن أعراض التسمم بالفطر، الشعور بالدوار، وفقدان التوازن، بالترافق مع آلام شديدة في المعدة، وإسهال.
وعند الدخول في المرحلة الثانية من التسمم يبدأ التقيؤ المستمر، وأوجاع في منطقة الصدر، وظهور بقع من الدم في البول، وفي المراحل الأخيرة يصاب المريض بفشل في عمل وظائف الكلى مالم يتلقّ المصاب العلاج مبكرًا، ومن المفيد جلب عينة من الفطر لمعاينتها من قبل الطبيب.