تعاني جميع المحافظات السورية أوضاعاً كارثية وتدهوراً كبيراً في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتعد معضلة فقدان المحروقات من أبرز ما يعانيه المواطنون في المحافظات السورية تزامناً مع فصل الشتاء والحاجة الملحة للتدفئة، وسط عجز الحكومة عن إنقاذ التدهور المعيشي الحاصل.
وكانت قد شهدت محافظة السويداء احتجاجات واسعة بسبب تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.
وتعيش العاصمة السورية دمشق أوضاعاً إنسانية كارثية، فالمواصلات غير مؤمنة بسبب فقدان المحروقات، وغلاء أسعارها بشكل كبير جداً، ما نتج عنه تداعيات وخيمة، حيث ارتفعت أجور المواصلات ووصلت أجرة السيارة العمومية “التكسي” من منطقة حرستا إلى منطقة المرجة نحو 50 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نصف راتب موظف لمدة شهر كامل في المؤسسات الحكومية، فضلاً عن الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، وغلاء أسعار المواد الغذائية والتموينية، بالإضافة إلى حرمان الطلاب من جامعاتهم ومدارسهم ولا سيما بعد قرار وزارة التعليم العالي الذي أعلن عن إيقاف الدوام في أيام 9 و10 و16 و17 / 12 / 2022، لعدم توفر المواصلات للطلاب والمدرسين للوصول للجامعات.
وتوقفت سيارات النقل العام عن العمل لعدة أيام، نتيجة عدم توفر المحروقات، كما خفضت شركات النقل عدد الرحلات بنسبة كبيرة، لذات الأسباب، في حين ارتفعت الأجور بشكل لافت، عن الفترة الماضية.
وينتظر عشرات المواطنين عند المواقف والمحطات الرئيسية في دمشق والمدن الرئيسية، نتيجة عدم وجود مواصلات عامة، في حين يضطرون للتوجه إلى “التاكسي” بأجور مرتفعة جدا.
ولا يزال التيار الكهربائي مقطوعا عن كثير من المناطق في ريف دمشق، في حين طبق تقنين حاد في دمشق والمناطق المحيطة بها، بالإضافة الى عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات خلال فترة انقطاع الكهرباء، كما انخفض أداء شبكة الهاتف الأرضي وشبكة اللاسلكي والانترنت الأرضي، والأبراج التي تتغذى عبر الطاقة الشمسية خرجت عن الخدمة تقريبا بسبب الطقس الغائم.
وتغلق المحلات التجارية والأسواق في معظم أحياء دمشق مع مغيب الشمس كل يوم، بسبب عدم توفر وقود لتشغيل المولدات أو شحن البطاريات.
كما أغلقت بعض الأفران الخاصة “الخبز السياحي”، بعد أن خفضت انتاجها تدريجيا، بسبب عدم وجود كميات كافية من المازوت لتشغيل الآليات.
كذلك، المطاعم اقتصر عملها على المشويات والطعام البارد بسبب عدم توفر المحروقات والغاز.
وينتظر المواطنين ساعات في طوابير طويلة من السيارات عند محطات الوقود، في حين لا تغطي الكميات التي تصل نصف عدد المنتظرين.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد اصدرت تسعيرة جديدة للمازوت والبنزين المباع للفعاليات الاقتصادية، حيث حدد سعر المازوت الجديد بـ 5400 ليرة سورية لليتر، و4900 للتر البنزين الواحد، وهو السعر الذي كان يباع في السوق السوداء قبل أسابيع من تفاقم أزمة المحروقات.
وتواصل أسعار مادتي البنزين والمازوت الارتفاع، حيث يباع ليتر البنزين بـ15 ألف ليرة، والمازوت بـ 9500 ليرة سورية.
ونتيجة لفقدان المحروقات وتعطل حركة النقل، ارتفعت الأسعار في الأسواق وخصوصا البضائع القادمة من المحافظات.
وبلغ سعر اسطوانة الغاز بوزن 21 كيلو جرام بـ115 ألف ليرة سورية، ووزن28 كيلوجرام بـ 220 ألف ليرة سورية.
كما شهدت العاصمة السورية دمشق، فوضى عارمة في أسواقها التجارية، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، واختلاف الأسعار من محل تجاري إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، وجاء ذلك نتيجة مباشرة لفقدان المحروقات، وارتفعت أسعار المواد الغذائية أكثر من 4 آلاف ليرة سورية، عن أسعار شهر تشرين الثاني.
ووصل سعر زيت دوار الشمس إلى 17 ألف ليرة لليتر، وكيلو السمنة النباتية إلى 28 ألف، وبلغ سعر كيلو الأرز الطويل تقريبا 14 ألف ليرة سورية، و7 آلاف للرز القصير، و6000 كيلو البرغل، والعدس المجروش 10 آلاف، والشعيرية 6 آلاف، و7700 حمص، أما السكر فقد تراوح سعر كيلو السكر ما بين 5000 إلى 6000 ليرة سورية، بينما وصل سعر علبة البيض إلى 18 ألف ليرة سورية.
وبلغ سعر كيلو حليب البقر إلى 3000 ليرة سورية، أما سعر كيلو اللبنة فقد وصل إلى حوالي 17 ألف ليرة سورية، وجبنة عكاوي 13 ألف، ومن 15 -20 ألف سعر كيلو الجبنة البقرية، وأكثر من 25 ألف جبنة الغنم.
أما بالنسبة للحوم التي أصبحت صعبة المنال وغائبة عن موائد المواطنين، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير، فقد سجل سعر كيلو الخروف الحي، في سوق دمشق هذا اليوم الخميس 15 ألف ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو اللحم المشفى بدون عظام 50 ألف ليرة سورية للغنم، و37 ألف ليرة سورية للعجل.
و9 آلاف ليرة سورية للفروج الحي، أي أنه يباع بأكثر من 15 ليرة سورية بعد التنظيف.
ولا تزال الحكومة السورية عاجزة عن تأمين أبسط الاحتياجات، اذ لا يكفي الراتب الشهري للموظف الحكومي التسوق وجلب احتياجات يوم واحد لعائلة صغيرة، في ظل ارتفاع الأسعار المستمر، حيث أن متوسط الرواتب الشهرية 150 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي 3 كيلو من لحم الغنم، و10 كيلو فروج.