سجلت الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس للجمهورية مفارقتين، اولاهما تساوي اصوات مرشح المعارضة النائب ميشال معوض مع الاوراق البيضاء، نتيجة لتوزيع "التيار الوطني الحر" اصوات كتلته شمالاً ويميناً، من دون ان يذهب نحو الخيارات الحاسمة، كما كان قد توعد النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي.
وثانيهما اعلان النائب السابق صلاح حنين ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية، علما ان اسمه طُرح من بين الخيارات المُصنفة توافقياً من قبل بعض الاطراف السياسية.
"التعادل" في عدد الأصوات بين الورقة البيضاء ومعوّض، رسالة أراد التيار توجيهها إلى حليفه رداً على مشاركته في جلسة الحكومة، بحسب مصادر سياسية، وقد ألمح إلى ذلك باسيل الذي اكتفى بعد انتهاء الجلسة بالقول "على قد ما لازم"، وهو ما أكده ايضا النائب غسان عطالله خلال مغادرته مجلس النواب قائلاً: "أصبح هناك تعادل".
الخلاف بين التيار والحزب حضر في الجلسة الرئاسية، التي أسست بحسب المصادر لطي صفحة التباين بين الحليفين، مشيرة الى ان عدم صب التيار أصواتِه كلّها لصالح مرشح واحد موحّد، دليل على ان باسيل لا يريد كسر الجرة مع الحزب، معتبرة انه بعد جولة الأخذ والرد بينهما تحت الضوء، ستسلك العلاقة بينهما طريق التهدئة والحوار في الكواليس، لصيانتها واحياء نهج الاتصالات والتنسيق لمحاولة التوافق سياسيا ورئاسيا.
واوضحت المصادر ان الدليل على التهدئة واضح جداً من خلال تصرف باسيل، فقد وصل الى ساحة النجمة متأخرا 37 دقيقة عن موعد الجلسة، التقى بعدها، نائبي كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض وحسن فضل الله في احد اروقة المجلس بمشاركة عدد من نواب تكتل لبنان القوي، مؤكدة ان هذا اللقاء يصبّ في خانة التهدئة والتي ستترجم في الايام المقبلة
وكشفت المصادر ان النائب الان عون، هو من رتّب اللقاء بعدما قاد جولة اتصالات ليلية بين الطرفين افضت الى احتواء الخلاف ومنع تجاوزه الخطوط الحمراء.
ولفتت الى انه خلال الجلسة، لم يعتمد "التكتل" اسم مرشح معيّن، واكتفى بعض نوابه باسقاط اوراق تحمل عبارة "معوض" او "ميشال" او بدري ضاهر في صندوق الاقتراع، في موقف يفتح الباب على التهدئة مع الضاحية، بحسب المصادر.
في المقابل، رأت أوساط سياسية، ان تراجع عدد أصوات الورقة البيضاء من 52 إلى 39 صوت هي بمثابة إشارة واضحة إلى أن عدداً من نواب تكتل "لبنان القوي" تمنّعوا بإيحاء من باسيل عن التصويت بالطريقة المعتادة بهدف إيصال رسالة إعتراضية إلى الحزب.
ويأتي ذلك في ظل غياب 3 نواب من تكتل لبنان القوي عن الجلسة، وهم سيمون أبي رميا، وهاغوب بقرادونيان، والياس أبو صعب الذي تمايز عن التيار في الجلسات الأخيرة بالتصويت للوزير السابق زياد بارود.
إلى ذلك، رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أنّ "ما حصل اليوم أضاف إلى المشهد تمريك نقاط من التيار تجاه الحزب"، معتبراً أنّ "الأوراق التي حملت اسم ميشال وأخرى معوّض تدلّ على استهتار بأهمية انتخاب رئيس جمهورية وهذه لعبة خفيفة لا تليق بحدث بهذه الأهمية".
ورأى أنّ "الحريص على صلاحيات الرئيس وانتظام عمل المؤسسات لا يقوم بألاعيب مشابهة في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لمجرّد تمريك النقاط على طرف آخر يفترض أنّه حليفه ولا شيء يفصل بينهما".
بدوره، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير"، النائب علي حسن خليل، رداً على سؤال حول الخلاف بين التيار والحزب ، إنّ "هذا موضوع يخصّ الطرفين عبّر عنه كلاهما بطريقته، ونحن لا نتدخّل وموقفنا السياسي واضح".
ورأى أنّ "على القوى أن تعرف أن لا خيار للخروج من الأزمة إلا بالتواصل، والمطلوب أن يعيد كلّ طرف مراجعة موقفه حتى إطلاق هذا الخيار".