تفاقم مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب .
وكشفت منظمات حقوقية في تقرير عن الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر تشرين الثاني 2022، وسلطت الضوء على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.
ولاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد التقرير، خلال شهر تشرين الثاني 21 حالة اعتقال تعسفي واختطاف لمدنيين من قبل الفصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، منها حالتي خطف جرى إطلاق سراح مواطن واحد لقاء فدية مالية قدرها 200 دولار أميركي.
وإلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق التقرير أكثر من 69 انتهاك آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 11 حالات بيع ومصادرة منازل، تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.
– 13 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل، منها حالة فرض إتاوة من قبل فصيل العمشات على أصحاب المعاصر وتجار زيت الزيتون في مناطق سيطرته في ناحيتي شيخ الحديد ومعبطلي بريف عفرين، حيث بلغت قيمة الإتاوات 1000 دولار أمريكي لكل معصرة و2500 دولار أمريكي على تجار زيت زيتون. وحالة فرض إتاوة مالية من قبل فصيل السلطان مراد على أصحاب شبكات الإنترنت وبلغت قيمة الإتاوة 200 دولار أميركي شهرياً. وحالة فرض إتاوة من قبل فصيل جيش النخبة عبارة عن صفيحة زيت زيتون (تنكة) على الأهالي في قرية شيخوتكا التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين، وكان الفصيل ذاته قد أجبر المواطنين على دفع إتاوة 10بالمئة من موسم الزيتون قبيل بدء جني محصول الزيتون، مهددين بالسجن لكل من يرفض دفع قيمة الإتاوة.
– 17 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 2224 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
– 22 حالة سرقة قامت بها فصائل “الجيش الوطني”، شملت سرقة وجني محصول حوالي 728 شجرة زيتون كما شملت السرقات، سرقة سيارة مدنية من أحد المواطنين من مهجري مدينة حلب من قبل فرقة الحمزة، حيث جرى نقله إلى قرية كفر شيل بريف عفرين، وبالرغم من تقديم شكوى رسمية ضد عناصر الفصيل دون جدوى” و سلب حوالي 10 صفائح زيت زيتون بقوة السلاح من امرأة من أهالي قرية قزلباش التابعة لناحية بلبل، بحجة حماية المحاصيل الزراعية من السرقة.
– 3 حالات مصادرة لأراضي زيتون من قبل فصائل المنتصر بالله وصقور الشمال جيش النخبة المنضوين ضمن تشكيلات الجيش الوطني في قرى ونواحي عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
– 3 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، الاعتداء الأول كان بتاريخ 12 تشرين الثاني، حين اعتدى عناصر من فصيل فيلق الشام بالضرب المبرح وبالعصي على شاب من مهجري قرية التريمسة بريف حماة، بذريعة قيام الشاب برعي أغنامه بالقرب من نقطة عسكرية في قرية براد بناحية شيراوا، واقتادوه إلى سجن أيساكا سيئ الصيت.
الاعتداء الثاني كان بتاريخ 12 تشرين الثاني، حين اعتدى عناصر من فصيل جيش الشرقية بقيادة المدعو (أ.ع.خ) من أهالي مدينة دير الزور، على مختار قرية حج اسكندر بناحية جنديرس، في ريف عفرين، شمال غربي حلب، لرفضه دفع إتاوات، حيث اقتحم عنصرين من فصيل جيش الشرقية، منزل المختار وقاموا بسلب وسرقة عدد من صفائح الزيتون، ومن ثمّ الاعتداء عليه بالضرب المبرح، مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الاعتداء الثالث كان بتاريخ 15 تشرين الثاني، حين أقدم عناصر من فصيل فرقة الحمزة على الاعتداء بالضرب المبرح بالقضبان الحديدية على مواطن من أهالي قرية كفر شيل بريف عفرين، ما أسفر عن إصابته بكسور وجروح نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك بعد قيام المواطن بطرد لصوص محسوبين على فرقة الحمزة من حقل رمان على أطراف القرية.
يبدو أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل منظمات حقوقية مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.