ممنوع على لبنان ان يستفيد من أي هبة مقدمة من إيران، او من الدول التي تضع عليها الولايات المتحدة عقوبات، والدليل على ذلك بحسب مصادر سياسية استهداف قافلة الصهاريج المحمّلة بمادة الغاز أويل على الحدود العراقية- السورية، والتي كانت متجهة الى لبنان، فبحسب هذه المصادر بعد التهديد للبنان باللغة الدبلوماسية وعصا العقوبات التي قد تطاله في حال استلم الفيول الايراني، تحول التهديد من الكلام الى التنفيذ، بحسب المصادر.
ولفت الى أنّ عدد الناقلات التي عبرت الأراضي العراقية نحو السورية فقط 8 من أصل الـ22، والتي تم قصفها هي فقط 2، أما الصهاريج المتبقية فستدخل إلى الأراضي السورية خلال الساعات المقبلة بشكل أصوليّ ورسميّ.
في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الإيراني أن طائرة مسيرة إستهدفت صهريجي وقود ضمن شاحنات إيرانية تشمل 22 صهريجا كانت متوجهة إلى لبنان، كما اعلن التلفزيون الايراني ان الولايات المتحدة استهدفت شاحنات وقود إيرانية كانت متوجهة إلى لبنان ولا وجود لضحايا.
هذا الاستهداف للصهاريج جاء بعد موافقة كل من لبنان وطهران على تقديم هبة من الفيول لمساعدة "كهرباء لبنان" على زيادة ساعات التغذية.
موافقة لبنانية انتزعت من اصحاب القرار تحت ضغط العتمة الشاملة التي لفت البلاد، فهبة الفيول الايراني خضعت الى الكثير من الاخذ والرد، فساعة يتحجج اصحاب القرار بان الفيول غير مطابق للمواصفات، او ان الهبة الايرانية مدفوعة وهو ما يعرض لبنان للعقوبات، وبعد التأكد من أن الهبة مجانية، وانها لا تشملها العقوبات وافق لبنان، وأرسل وفداً تقنيا الى طهران للبحث والتفاوض حول الشروط وطبيعة الهبة والجانب التقني ونوعية الفيول.
وبعد انجاز طهران كل الترتيبات الخاصة بالتصدير الى لبنان، وارسال مسودة الى لبنان لتحظى بموافقة رسمية من الحكومة اللبنانية، إلا ان هذه الموافقة لم توقع بعد، فبحسب مصادر صحفية فإن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تبلّغ من مكتب قانوني في الولايات المتحدة استعان به بأن الهبات الإيرانية تخضع للعقوبات حتى ولو كانت مجانية.
فبعد هذا المنع والتلويح بالعقوبات، واستهداف شاحنتين من اصل 22 كانت محملة بالفيول الايراني الى لبنان، هل ستكمل قافلة الفيول رحلتها الى لبنان؟، ام ان شبح العتمة سيظل مخيماً على هذا البلد؟.
والجدير ذكره ان الهبة الايرانية هي كناية عن 600 ألف طن من الفيول تكفي لتأمين الكهرباء لمدة ستة أشهر بمعدل خمس ساعات يوميا.