يتوقع محللين أميركيين قيام إدارة جو بايدن بالانتقام من محمد بن سلمان عبر انقلاب في القصر السعودي على ولي العهد. ويرجح خبراء شغلوا مناصب أمنية سابقا في واشنطن بأن يقود الانقلاب واحد من أشقاء بن سلمان بدعم من العائلة السعودية بكل افرعها. حرب الديمقراطيين على ولي العهد السعودي لم تبدأ بعد، لكنها ستبدأ قريبا. وبدلا عن الايجابيات التي يرغب بها محمد بن سلمان من خلال عودة صديقيه بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب الى السلطة في اسرائيل وفي واشنطن لن ينتظر بايدن كثيرا قبل أن يوجه ضربة لوارث العرش السعودي بما يحطم فرحته التي تفائل على أساسها بمستقبله. فالحظ الذي اعاد بيبي في تل أبيب قد يعيد ترامب في واشنطن.
الغضب الذي وصل الى حالة “بلوغ نقطة اللاعودة” في البيت الأبيض على الترامبيين الاميركيين والاسرائيليين والسعوديين سيتزايد في الايام المقبلة حيث يلاحظ ان الشركات المختصة بالعلاقات العامة تتلقى اموالا هائلة من الرياض وفق عقود عاجلة والهدف الترويج للترامبيين وضد بايدن وعلى نفقة بن سلمان في انتخابات حكام الولايات وفي إنتخابات الكونغرس بمجلسيه.
لا يعني ذلك أن السعودية برمتها ستعامل بمثابة العدو، وانما سيجري الفصل بين ولي العهد بعد الاطاحة به او محاصرته حتى يبتعد برغبته وطوعا لصالح عقلاء من عائلته، وذاك قد يكون من شروط البيت الابيض لبقاء السعودية حليفا موثوقا لا يعمل بالتنسيق مع أعتى أعداء الاميركيين مثل فلاديمير بوتين.
الديموقراطيون لا يخفون أنهم يعملون على إيجاد سبل من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة صياغة العلاقات الأميركية السعودية، وهو الأمر الذي يجد صداه أيضًا لدى جمهور وازن في الحزب الجمهوري. لكن بن سلمان، وبرغم كونه رجل النظام القوي اليوم، وهذا لا جدال فيه، وبصرف النظر عن خطط انتقام بايدن في حال تحقيقه نصرًا واضحًا للديموقراطيين، فإنه يجد نفسه حبيس شبكة من المخاطر الشديدة، حسب «ملاحظات» الإعلام الأميركي. لماذا؟
يتخوف بن سلمان من حقيقة أن الأجهزة الأميركية تعرف كل دهاليز البيت الداخلي لآل سعود. فهو يدرك أن الضغائن متراكمة منذ أن قام بتغيير قواعد الخلافة وتخلص من جميع المطالبين بخلافة والده الملك المريض. وأنه لا يمكنه أن ينام مغمض الاعين وهو يعلم ان الاجهزة الاميركية بجميع أنواعها تلقت أوامر قبل ساعات بوجوب بدء العمل على خطط الاطاحة بـ ولي العهد السعودي الذي يقول الاعلام الاميركي انه شدد الحراسة على نفسه والغى الكثير من اجتماعاته الرسمية وهو يخضع كل محيطه للمراقبة المشددة، وخاصة أخويه وزير الدفاع خالد بن سلمان ووزير النفط عبد العزيز بن سلمان.