ما علاقة الخيول العربية بطرد السفير السعودي من بلدة الفاعور اللبنانية؟
زينة أرزوني- بيروت
روت مصادر سياسية لوكالة انباء اسيا، ان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ظن انه يستطيع اهانة الشعب اللبناني، والاستخفاف به وادارة ظهره له ساعة يشاء من دون ان يحاسبه، فهو معتاد على سماع عبارة "طال عمرك" من المسؤولين والسياسيين ساعة يستدعيهم الى اجتماع او عشاء، بحسب المصادر.
ورأت المصادر ان السفير البخاري لم يتوقع انتفاضة عشائرية ببلدة الفاعور في وجهه، مطالبة السعودية بسحبه من لبنان، بعدما حضر الى البلدة وغادرها بنصيحة امنية من عناصر السفارة نتيجة الفوضى بالتنظيمات على حد تعبير عناصر امن السفارة، الامر الذي اعتبره اهالي البلدة اهانة لهم بعد التحضيرات لاستقباله.
مصادر مطلعة اشارت لوكالة انباء اسيا الى ان تصرف السفير السعودي في لبنان لا يشبه تصرف اي سفير اخر، فهو يحاول دائماً اظهار نفسه أمام أتباعه وكأنه قادر على إدارة الملف اللبناني بعد سلسلة من الإخفاقات.
وعن سبب انتفاضة اهالي الفاعور، أوضحت المصادر لوكالة انباء اسيا انه اثناء استقبال العشائر في بلدة الفاعور للسفير السعودي، وبحسب مراسم الاستقبال على السفير البخاري ان يسير امام خيول عربية، الا ان السفير رفض النزول من سيارته، فحصل تلاسن بين مرافقيه وشبان من البلدة عن اصول التعاطي في هذه المناسبات، مما دفع بالموكب العودة دون النزول عند رغبة الاهالي ، وهو ما اعتبرته العشائر اهانة فتحول المهرجان من استقبال للسفير الى مهرجان لمهاجمته.
رواية اخرى تحدثت عن سبب مغادرة السفير وهو تحذيره من قبل وجهاء البلدة، بان أنصار "تيار المستقبل" في البلدة سيوجهون له رسالة اعتراض امام الجميع، إلا أن هذه الرواية نفاها "تيار المستقبل" في بيان اصدره جملة وتفصيلاً.
وفور مغادرة البخاري البلدة، اعتلى المرشح العشائري السابق عن المقعد السني في زحلة والمقرب من تيار المستقبل، بهاء المجبل المنبر وطالب البخاري بالاعتذار، مشدداً على أن كرامة العشائر أهم من أي سفير ومن أي موظف دولة لدى المملكة العربية السعودية، موجهاً نداء إلى الملك السعودي وولي عهده محمد بن سلمان لسحب السفير من لبنان فوراً، هذا الكلام تفاعل معه حشد كبير من الموجودين داخل الخيمة بالتصفيق والتهليل، الا انه لم يعجب وجهاء وعشائر البلدة الذين سارعوا الى وضعه ضمن خانة الحماسة.
فبعد تداول مقاطع فيديو للخطاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقدت العشائر في الفاعور اجتماعاً طارئاً، أوضحت بعده أن الحشود الغفيرة التي كانت مجتمعة كانت متحمسة لاستقبال السفير حسب الطريقة العشائرية الا ان ذلك شكل علامات استفهام لدى الفريق الأمني، لافتة الى "حماسة البعض في الخطاب الذي جاء متسرعاً من محبة للسفير وحماسة للقاء، وبعد التوضيحات التي اكدت ايضا من دون اي شك محبة السفير البخاري للعشائر العربية ولأهالي الفاعور، نؤكد اننا نضع ما جرى في خانة الالتباس لا اكثر ولا اقل".
