إخوان مصر .. أي مصير صاروا إليه

2022.10.31 - 08:35
Facebook Share
طباعة

 على مدار الأيام الماضية، حاولت جماعة الإخوان المسلمين نشر مزاعمها حول انسحابها من الحياة السياسية في مصر والعودة إلى عملها الدعوى بعد سنوات من الهزيمة لاحقت الجماعة منذ أحداث 30 يونيو والتي انتهت بعزل جماعة الإخوان من سدة الحكم في مصر.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين انقسمت لجبهتين، الأولى بقيادة محمود حسين في اسطنبول، والثانية بقيادة إبراهيم منير في لندن، فيما ستعلن الجبهة الثالثة عن نفسها اليوم من تركيا، وذلك قبل أن تعلن جبهة " التيار الثالث" عن انقسامها عن الجبهتين خلال الأيام الماضية.

وفي وقت سابق أعلنت جبهة إبراهيم منير انسحاب الجماعة من أي صراع على السلطة في مصر. وكشفت أن لديها ثلاث أولويات سياسية في المرحلة القادمة تتمثل في إنهاء ملف المعتقلين، وتحقيق المصالحة، وبناء شراكة وطنية حسب زعمها.

وأكدت الجبهة أن الأولويات تتطلب تجاوز الصراع على السلطة في ظل بيئة سياسية يُخيم عليها الاستقطاب، وفي وسط مجتمع يواجه الانقسام، لأن ذلك سيُحوّل أي تنافس على السلطة إلى صراع واضطراب ليس في صالح الجماعة مشيرة إلى أن نهجها القادم سيتضمن خيارات ومسارات متنوعة، تبدأ من مخاطبة الرأي العام وتوعيته، وتوجيه النصح للحكومة أو معارضتها.

ولم تحدد الوثيقة طبيعة “السلطة” المقصودة بعدم الصراع عليها، هل هي فقط رأس النظام السياسي، أم السلطة التنفيذية (الحكومة ووزراؤها) أم السلطة التشريعية (البرلمان بمجلسيه) أم السلطة المحلية (مجالس محلية)، لكن فيما يبدو أن الانسحاب الذي تعنيه الجماعة هنا هو الصراع على السلطة لكن في مضمون الأمر يبدو أن جبهة منير تستكمل دورها في الحياة السياسية كما هي.

إلى جانب هذا أعلن "تيار التغيير"، أنه مستمر في ممارسة السياسة كطريق أساسي للوصول للسلطة وانتهاج كافة السبل لإشعال ما وصفته بـ"الشرارات الثورية وامتلاك أدوات ضغط حقيقية"، تجبر -على حد زعمهما - السلطة على التفاوض من أجل إنهاء ملف معتقلي الجماعة.

من جانبه يرى الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ أنه إذا كانت الجماعة أو بعض أفرادها تطرح من آن لآخر فكرة اعتزال العمل السياسي أو المنافسة الانتخابية، فذلك من باب الاستضعاف ليس إلا، فعندما تُحاصر تلجأ إلى إطلاق مبادرات الانسحاب من المنافسة على السلطة اتقاء للملاحقة وتجنبا للضربات التي قد تخلل البناء التنظيمي ما يؤثر على مستقبل الجماعة.

وأضاف أنه في مرحلة الاعتزال والانكفاء تستغل الجماعة ما تملكه من خبرات وقدرات لإعادة بناء التنظيم،  فتبدأ بالدعوة في المساجد والزوايا ثم تقديم الخدمات الاجتماعية في المناطق الفقيرة والمتوسطة وحل المشاكل الصغرى والمحدودة المرتبطة بالواقع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وتمكنت الجماعة من قبل بهذه الطريقة أن تكسب مساحات ومواقع كثيرة وكسبت ثقة فئات مجتمعية عديدة.

وللجماعة عموما أغراض "خبيثة"، ظهرت بشكل كبير في التكتيكات التي تستخدمها عناصر الجماعة للحشد للدعوة لما يسمى بـ"احتجاجات 11/11"، حيث اعتمدت خلال الفترة الماضية، على نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة والتي دفعت أحيانا جهات الأمن لنفيها.

وتنشط خلايا تنظيم الإخوان بشكل كبير في الفترة الراهنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً تطبيق (كلوب هاوس) الذي تستخدمه الجماعة كمنصة بديلة ومباشرة للدعوة إلى التظاهرات، بالاعتماد على بعض عناصره في الخارج وبعض المتحالفين معه داخل مصر، كما تكثف الجماعة دعواتها التحريضية من خلال صفحات (فيسبوك)، وتنشر العديد من المواد القديمة التي تتحدث عن وجود احتجاجات في مصر.

وكانت منصات كثيرة للإخوان المسلمين قد تداولت خلال الأيام الماضية فيديوهات وصوراً قالت إنّها مظاهرات بمشاركة المئات من المواطنين، وقالت إنّ تلك الفعاليات هي احتجاج على الأوضاع المعيشية المتردية والفقر والبطالة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8