قصة "التيار الثالث" الذي ظهر مؤخرا في جماعة الإخوان

اعداد شيماء ابراهيم

2022.10.30 - 07:07
Facebook Share
طباعة

 " تيار ثالث" أو " تيار التغير" ظهر مؤخرا داخل جماعة الإخوان المسلمين بعيداً عن جبهة لندن بقيادة الإخواني إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول بقيادة الإخواني محمود حسين. ويعد هذا التيار من بقايا مجموعة "الكماليون"، المنتسبين إلى القيادي محمد كمال، المؤسس لخلايا الجناح المسلح عقب ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، والذي قُتل في مواجهات مسلحة في تشرين الأول (أكتوبر) 2016.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عقد التيار مؤتمر في إسطنبول للإعلان عن وثيقة سياسية للمرحلة المقبلة. لم تطرح الوثيقة السياسية توجهات خارجة عن أفكار الإخوان.
ويتزعم المجموعة التي تتكون من عشرات الأفراد في الخارج والداخل، قيادي إخواني يدعى محمود الجمال، وهو أحد القيادات القطبية المتشددة داخل التنظيم، أحد الخلايا في تنظيم محمد كمال، الذي اتهم بتنظيم عمليات إرهابية واسعة في مصر في أعقاب عام 2014.
وعقب إعلان جبهة إبراهيم منير في لندن انسحاب الإخوان من أي صراع على السلطة في مصر، رفض التيار الثالث "تيار التغير"، ذلك وأعلنت تبنيها للتصعيد، والانخراط في السياسة ودعم الاحتجاجات في مصر.
ويرى عمرو فاروق الباحث في ملف الإسلام السياسي أن استدعاء مجموعة "التيار الثالث" أو "تيار التغيير"، (مثلما يطلقون على أنفسهم)، ومحاولة تقديمهم على أنهم الممثل الرسمي لجماعة الإخوان وحلفائها خلال المرحلة الراهنة، يأتي في إطار توظيفهم كورقة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أربكت حسابات الأنظمة السياسية الحاكمة.
وأوضح أن مجموعة "التيار الثالث"، لا تؤمن بنظرية "التغيير من أسفل"، من خلال تجهيز قواعد تنظيمية جديدة، والهيمنة على مؤسسات الدولة أو التأثير في العقل الجمعي للمجتمع، سعياً في الوصول إلى مرحلة "التمكين"، وإعادة الجماعة إلى قمة المشهد السياسي والاجتماعي والدعوي، والتي تترجم في استراتيجية المدرسة الأولى داخل الإخوان التي نظَّر لها حسن البنا، لكنها تؤمن بنظرية "التغيير من أعلى" أو استراتيجية المدرسة الثانية التي طرحها سيد قطب، من خلال الاشتباك مع النظام السياسي، والإعداد والتجهيز لحراك شعبي جارف يقودون زمامه من خلف الستار.
وتعتبر مجموعة "التيار الثالث"، أن الجماعة مملوءة بالتناقضات الفكرية التي تم التغاضي عنها خلال السنوات الماضية، خشية تفجير التنظيم من الداخل، ما أدى إلى تكريس حالة شديدة من التعقيد وعدم التجانس، بالإضافة إلى سيطرة عواجيز الجماعة على المشهد التنظيمي بالكامل، مع غياب آلية العمل المؤسسي.
وتمثل تحركات "التيار الثالث" انفجاراً للصراعات والخلافات الداخلية، وإلقاء الضوء على المزيد من الانقسامات والارتباك الفكري والتنظيمي بين القواعد "الإخوانية"، والتمسك بالمرجعيات القطبية والعمل المسلح.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1