سلط الهجوم الذي تعرض له زوج رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) الولايات المتحدة والكونغرس يوم الجمعة، الضوء حول تصاعد وقائع العنف السياسي التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية. وتأتي واقعة التعدي على زوج بيلوسي قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والمقرر إقامتها في 8 نوفمبر/تشرين ثاني القادم.
وقال المتحدث باسم إدارة شرطة سان فرانسيسكو، آدم لوبسينغر، إنه في حوالي الساعة 2:27 صباحا، وصل ضباط إلى منزل بيلوسي بعد الاعتداء على زوجها واعتقلوا مشتبها به.
وقد عانى بول بيلوسي من إصابات شديدة جراء الهجوم، بعدما ضربه المهاجم بمطرقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، نقلاً عن مصادر على دراية بالتحقيق.
وبحسب المصادر، فإن “بيلوسي تعرض للضرب على رأسه وجسده- وهو يعاني من كدمات وتورمات شديدة وإصابات أخرى”.
وكان المهاجم الذي لم تتضح دوافعه بعد يسعى للنيل من رئيسة مجلس النواب، حيث صرخ خلال الهجوم في وجه الزوج “أين نانسي” قبل أن ينهال عليه ضربا بمطرقة. ولم تكن نانسي بيلوسي في المنزل في سان فرانسيسكو وقت وقوع الهجوم، حيث كانت وقتها في العاصمة واشنطن.
ويعد الهجوم الشرس الذي وقع على زوج بيلوسي هو الأحدث في سلسلة طويلة من حلقات العنف- بعض المشاجرات الجسدية وبعض التهديدات البعيدة – التي استهدفت العديد من أعضاء الكونغرس وشخصيات حكومية أخرى، بدءاً من قضاة المحكمة العليا.
وبحسب ما ورد، قال تشارلز رامزي، رئيس الشرطة السابق في العاصمة واشنطن في مقابلة مع شبكة سي إن إن :” “لقد زاد عدد التهديدات بشكل كبير، ويبدو أن المناخ العام يزداد سوءاً.
وسجلت إدارة شرطة الكابيتول الأمريكية ما يقرب من 1820 قضية تتعلق بتصريحات وتهديدات ضد المشرعين بين 1 يناير و 23 مارس من هذا العام، ومن المرجح أن يتجاوز العدد السنوي للقضايا التي تنطوي على تهديدات وبيانات تتعلق بأعضاء الكونغرس الرقم الذي كان عليه في عام 2021، عندما تم فتح 9625 تحقيقاً.
وقد سجلت أرقام العام الماضي زيادة بنحو 144 في المائة عن الحالات التي تم فتحها في عام 2017، وهي قفزة زلزالية حدثت خلال إدارة ترامب، عندما أصبح الخطاب السياسي الخلافي أكثر شيوعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وطالت أعمال العنف أعضاء من كلا الحزبين على مر السنين، حيث تم إطلاق النار على النائبة غابي غيفورد (أريزونا) في منطقة توكسون منذ أكثر من عقد من الزمان، كما تم استهداف النائب ستيف سكالز بالمثل من قبل مسلح في ملعب بيسبول في ولاية فرجينيا في عام 2017.
وفي الآونة الأخيرة، وبالتحديد في يوليو، تم القبض على رجل مسلح بسكين ومسدس لتهديده لقاضي المحكمة العليا المحافظ بريت كافانو بالقرب من منزله في ولاية ماريلاند، بعد شهر، تم القبض على رجل آخر يحمل السلاح ووجهت إليه تهديدات بالقتل خارج منزل النائبة الديمقراطية البارزة براميلا غايابال (واشنطن) في سياتل.
وفي وقت سابق، استهدف منزل نانسي بيلوسي من قبل مقتحمي مبنى الكابيتول في أحداث يناير/ كانون الثاني 2021، كما تم تخريب منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك، ميتش ماكونيل.
وخصص الكونغرس منذ السادس من يناير ملايين الدولارات لحماية المشرعين وعائلاتهم، لكن بعض المشرعين وبخاصة الديمقراطيين منهم يعتبرون أنّه يترتب اتخاذ المزيد من الإجراءات بعد. وأبلغت شرطة الكابيتول الأميركية، في وقت سابق هذا العام عن نحو 9600 تهديد ضدّ المشرعين في عام 2021، في زيادة مطردة عن السنوات السابقة.
ويأتي الهجوم على زوج بيلوسي قبل أيام من إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والمقرر عقدها في 8 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ويعمل نشطاء يمينيون مؤثرون ممن يدعمون مزاعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن التزوير في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، على تعبئة "جيش" من المراقبين لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في خطوة يحذر محللون من أنها قد تؤدي إلى فوضى وترهيب وأعمال عنف.