عون يخلع "قفازات الرئاسة" وينتقل الى المعارضة مواجهاً: كلن يعني كلن

زينة أرزوني – بيروت

2022.10.28 - 03:57
Facebook Share
طباعة

 قبل نهاية ولايته بثلاثة ايام، فتح رئيس الجمهورية ميشال عون النار على الجميع، معلناً بداية مرحلة "تصفية الحسابات" في أكثر من اتجاه بمجرد انتقاله من قصر بعبدا الى الرابية، معتبراً انه منذ تبوئه سدة الرئاسة الأولى والجميع تآمروا عليه في الداخل والخارج لمنعه من محاربة الفساد.

عودة عون الى الرابية تعني ان الرئيس غادر وعاد "الجنرال"، الذي سيتحرر من عبء المسؤولية الرسمية التي كانت ملقاة على عاتقه، وسيعود كما كان قبل تسلمه مهام الرئاسة، اي انه سيخلع قفازات الرئاسة ويتحدث بلسان المسؤول السياسي، وهذا ما يستشف من كلامه وما تضمنه من رسائل سياسية الى كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حيث اعلن عون انه اقترب من توقيع مرسوم استقالة الحكومة فبحسب رأيه "لا نصّ قانونياً يمنع قبول الاستقالة"، متهماً الرئيس المكلف بأنه لا يريد التأليف، مؤكداً وقوفه بوجه عدم اعتماد معايير موحّدة لتشكيل الحكومة.

في الوقت نفسه، قال: "رح أعطيهم فرصة حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحّدة ويكفي الحديث عبر الهاتف وإذا باسيل مش مقتنع أنا بقنعو".

وفي هذا السياق، اكد مقربون من رئيس الجمهورية لوكالة انباء اسيا، ان الرئيس عون وبعد انتقاله الى الرابية سيخلع بزته الرسمية ليلبس بزة المعارضة، مشيرة الى ان تعامل عون مع الوضع السياسي سيكون مغايراً، وسينحو منحى المعارضة الشرسة في البرلمان عبر نواب "تكتل لبنان القوي"، ولم تستبعد هذه المصادر ان يكون الرئيس عون في مواجهة مباشرة سياسياً وبرلمانياً مع الرئيس بري، الذي يتهمه بأنه كان رأس حربة في عرقلة مسيرته الاصلاحية ومحاربة الفساد، خصوصاً على مستوى الوضع المالي، وانه من بين الذي كانوا قد حموا حاكم مصرف لبنان، وحالوا دون تغييره كما كان يريد العماد عون.

واكدت المصادر لوكالة انباء اسيا ان معارضة عون ستكون مستقلة ولن تكون الى جانب "القوات" او نواب التغيير، مشيرة الى انه سيتعامل على "القطعة" في العمل التشريعي والسياسي في البلاد.

في موازة ذلك، اكد مصدر وزاري لوكالة انباء اسيا ان الرئيس عون سيحاول شد العصب المسيحي من خلال رفع وتيرة المطالبة بحقوق المسيحيين، وهذا ربما يؤدي في زيادة الالتفاف الشعبي حوله في ظل تقاعس بعض الكتل عن هذا الدور، في اشارة الى القوات اللبنانية، بحسب المصدر الوزاري.

"نيران عون" نسفت حوار عين التينة، الذي يعتزم الرئيس بري الدعوة إليه للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً أن هذا الحوار "سيفشل لأنّ بري لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأن يحل مكان رئيس الجمهورية في توجيه مثل هذه الدعوة"، مقابل منحه رئيس المجلس حق "التشاور الثنائي" فقط وليس عقد اجتماع حوار موسع بين الكتل النيابية.

واستشهد عون امام الصحافيين في بعبدا بقول للإمام علي: "الحق لم يترك لي صاحباً"، مضيفاً: "لم أقبل بأي دولة وصاية ولم أقبل برشاوى من أي دولة مثل كثر من المسؤولين وواجهت إعلاماً عدائياً وكوارث كبيرة مؤذية حصلت في عهدي من مالية وصحية وطبيعية ولم يساعدني أحد من المسؤولين في محاربة الفساد... كلن يعني كلن".

ودافع عون عن النائب جبران باسيل قائلاً: "دايماً بيحطّوا الحق على باسيل وإذا تفركش واحد بيقولوا الحق ع باسيل".

كلام عون التصعيدي على مدار يومين، يكشف انه هناك قرار بالذهاب الى المعارضة بعد التحرر من الالتزامات والضوابط في ما يتعلق بموقع الرئاسة الأولى ، بحسب اوساط سياسية، مؤكدة ان عون قرر عدم السكوت بعد اليوم عن الانتقادات والاتهامات التي طالته وطالت تياره السياسي، وتحميله مسؤولية ما وصل إليه حال لبنان وشعبه، فمرحلة ضبط الانفعالات بحسب المصادر ولّت الى غير رجعة، وبدأت مرحلة الهجوم، بحسب تعبيرها.

في المقابل، قللت مصادر معارضة للرئيس عون، من امكانية خوضه "الحرب الهجومية" الذي يخطط لها، لانها تعتبر انه لم يعد بمقدوره العطاء كما في السابق، وان السنوات الست التي قضاها كرئيس للجمهورية​ كانت كفيلة بافراغ رصيده الذي عمل عليه لعقود من الزمن، وانه بعد ان يصبح رئيساً سابقاً، سيكون اكثر عرضة للانتقاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7