خبراء لبنانيون لـ آسيا: الدعوة السويسرية عصا أميركية بوجه السعودية لها ما يليها

زهراء احمد- وكالة انباء آسيا

2022.10.20 - 04:17
Facebook Share
طباعة

 لا تملك المملكة السعودية في لبنان قرار الحسم في ضرب استقرار البلد، لكنها جزء من أدوات الولايات المتحدة في لبنان. وأدوات المملكة النفوذية هي أدوات أميركية حتما. بدءا مما منحه الطائف من أعراف تضيع دوما من ترضى عنه الرياض في رئاسة الحكومة. وصولا الى استخدام الاميركيين للاستخبارات السعودية  في لبنان لتنفيذ عمليات بالوكالة لصالح الأميركيين.

وما الضربة الأميركية المتمثلة بالدعوة السويسرية الى البدء بتناول نفوذ السعودية وطائفها على طاولة البحث السياسي الا رسالة أميركية الى المشاغب السعودي في الرياض لا أكثر ولا أقل.

فمتى ما قررت واشنطن تعديل الطائف او استبداله فلا يملك من في الرياض ولا من في بيروت من حلفاء الرياض أن يوقفوا مسار قطار أميركي ان انطلق. تدمير الخطط الاميركية هي مهام نجح فيها اعداء أميركا في لبنان. واما حلفائها فهن يشاغبون بالاستناد الى لعبة النافذين في واشنطن بين بعضهم البعض. فتميل الرياض الى الجمهوريين وتقدم لهم خدمة في قرار أوبك بلاس لكن لا يمكن الرياض اللعب ضد قرار أميركي حاسم باستبدال الطائف باتفاق جنيف او مسقط .

 فبعد أن قررت "أوبك" خفض إنتاج النفط للسيطرة على أسعاره ورفضت السعودية رفع الانتاج لتغطية الحاجة. اعتبرت الإدارة الأميركية أن هذه الخطوة وقوفاً إلى جانب الجمهوريين في الانتخابات النصفية. ولتعاقب بن سلمان الذي يأمل بعودة الترامبية الى البيت الأبيض اتهمت واشنطن بن سلمان بالوقوف مع روسيا في حربها الأخيرة . لذلك فإن هناك عدة خطوات حصلت في المنطقة خلفها أصابع أمريكية ولغاية منها - هو هز العصا لعرش بن سلمان ومنها الدعوة السويسربة لحوار لبناني لبناني في جنيف..  

وخطوة العشاء السويسري ما هي إلا تلويح للسعودية بأن اتفاق الطائف قد يصبح فعل ماضي، فالسعودية تدرك أنها بدأت تخسر نفوذها في لبنان بعد أن أخرجت الحريري من اللعبة السياسية وخسرت غطاءاً لاعبا كبيراً بسبب الكراهية الشخصية التي يكنها بن سلمان لأبناء رفيق الحريري قاطبة. 

ما قيل عنه افشال للدعوة السويسربة من قبل "السفير السعودي وليد البخاري" لا يمكن ان يكون واقعا لو أن الاميركي ضرب بعصاه ولم يهزها فقط. فلو اراد الاميركي لما كانت الدعوة سويسرية بل لكانت فرنسية حاسمة مع تهديد المتخلفين بالعقوبات. 

ومن يصدق ان حلفاء السعودية في لبنان سيرفضون دعوة أميركية المصدر فرنسية اللغة.   

لذلك فإن العشاء السويسري كان رسالة أمريكية إلى المملكة العربية السعودية وقد قرأتها الرياض بصورة واضحة، وكان اول رد سعودي عن طريق السفير السعودي الذي غرد  قائلاً: "وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان اللبناني التعددي.

لكنه رد في زمان ومكان ضائعين. فلا اميركا حسمت خياراتها في لبنان والمنطقة. ولا هي ستبدل المحتوم حين يحين وقت التوافقات الاميركية الاقليمية المعادية لها حول المنطقة ولبنان على رأسها.   

 السياسة السعودية لا تزال تتحرك على وقع تأثر بن سلمان بصديقه جاريد كوهين الذي يقال بأنه اصبح يزود الرياض بنصائح تفيدها في تعاملها مع واشنطن. في حين لا يمكن التصديق سوى بأن كوهين وما يمثل من طرف بداخل الدولة الاميركية العميقة لا ينصحون بن سلمان الا بما يفيد فصيلا من لوبي الشركات الذي يحكم واشنطن من خلال حزب واحد للسلطة،  جمهوري الهوى أو ديمقراطي.. 

"الشيخ الدكتور صادق النابلسي علّل هذه الخطوة كالتالي:  ( التغير أمر لا مفر منه، الكل يعلم اننا ذاهبون إلى فراغ رئاسي وحكومي ووضع غير مستقر، فصلاحية هذا النظام ما عادت مقبولة والامين العام تكلم عن ضرورة الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي قبل أن يفرض علينا من الخارج لذلك هناك تجهيزات مسبقة لصيغة حوار جديدة ،لأن نظام الطائف انتهت صلاحيته فهو عاجز فعلياً عن اتخاذ اي خطوة لإنعاش الوضع الاقتصادي بالاضافة الى التعقيدات الطائفية ، والدولة العقيمة المسؤولة عن السياسات والموارد اثبتت فشلها لذلك يجب اعادة النظر بالنظام) .

"الصحافي والاستاذ الجامعي روني الفا قال انه يجب أن نعترف أن العلاقات السعودية - الأمريكية في أسوأ احوالها الان ، حتى ان هناك اتهامات كبيرة وجهها الرئيس الأمريكي إلى النظام السعودي معتبرة انه نظام مدان،  فطبعا "بايدن" يحاول ان يعطي جرعة من الأخلاق إلى السياسة الخارجية الأمريكية خصوصاً وأنه على أعتاب انتخابات وهو يحاول تأديب السعودي على ضوء تغريد السعودية خارج السرب الأمريكي.  ولذلك نجد ان السعودية تخلق هواجس واهية ومبررات غير واقعية  أمام الدعوة السويسرية وتحاول ان توحي للقوى السياسية في لبنان عبر الزيارات التي قام بها سفيرها ان هناك نية لضرب اتفاق الطائف ، وربما الذهاب بلبنان نحو المثالثة ثم تشتيت أواصر التحالف الشيعي- المسيحي ضد المكون السنّي. وكل هذه توضع في خانة الهواجس والمبررات بأحسن الأحوال وحريّ بكل الذين يدافعوا عن الطائف ان يطبقوا روحية الطائف ويمنعوا انفجار الطائف، وخير مثال على ذلك هو الاطاحة بقيادة سنية كبيرة مثل سعد الحريري فمن لديه حرص على الطائف عليه أن يتحرك ضمن دائرة المحافظة على مكوناته.

في حين اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض ان الدعوة هي جس نبض وتبادل افكار تحضيرا لسلسلة من الدعوات تفضي الى عقد مؤتمر برعاية أممية وعربية لمحاولة فرض صيغة على اللبنانيين تعدل في بنية النظام لاخراج البلاد من الازمة البنيوية لتي تضربها خاصة وان التوازنات اللبنانية تجعل من المستبعد ان ينتج حل لبناني-  لبناني وبالأزمات والضعف في الحالة العربية ليس من المتوقع تقديم حل عربي للأزمة اللبنانية.

بعد أن تجاوز لبنان محنة الترسيم أصبح محط أنظار العالم واصبحت القوى الإقليمية تنظر اليه بأنه ملعب مهم يجب أن يكون النفوذ فيه لقوى معينة وفكرة تقاسم النفوذ في لبنان غير إيجابية فالقوى العالمية تعرف ان إنجاح أي قرار يحتاج إلى أغلبية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2