ورقة هوكشتاين الجديدة: تعديلات لفظية ولبنان باق على شروطه

وكالة أنباء اسيا - بيروت

2022.10.10 - 02:33
Facebook Share
طباعة

على وقع التباينات والأخذ والردّ بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي بشأن المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بدا واضحاً ان سباقاً لاهثاً مع الوقت خاضه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال الساعات الأخيرة لاعادة وضع ملف الترسيم على سكة التوقيع، والعمل على إمتصاص أي ردّة فعل قد تحصل من قبل لبنان نتيجة التصعيد الإسرائيلي الاخير بعدما بدأت بتجارب ضخ الغاز في حقل كاريش، ورفضها للملاحظات اللبنانية على المسودة الأميركية للاتفاق.


هوكشتاين الذي لم يهدأ مسعاه لاستيعاب المزايدات الإسرائيلية الحاصلة في ملف الترسيم، عمل على إدخال تعديلات لفظية في مسودة ورقة الإتفاق التي سبق أن عرضها على الطرفين، بحسب مصادر مطلعة، مشيرة الى ان لبنان تبلّغ في الساعات القليلة الماضية الصياغة المستحدثة للورقة، كاشفة انها تندرج في السياق الايجابي لمساعي هوكشتاين.


وكان قد تلقّى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاً من الوسيط الأميركي اطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات، مؤكداً أن جولات النقاش خُتمت، وتم تحديد الملاحظات، على أن يرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة.


وفي المعلومات المتوافرة أن هوكشتاين أوضح للمسؤولين في بيروت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد واقع تحت الضغط الشديد نتيجة المزايدات الإنتخابية الحاصلة. وهو لهذه الغاية يصعّب مسألة الإتفاق البحري من أجل إحداث توازن في مواجهة خصمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتياهو الذي إتهمه بالإستسلام أمام حزب ال له، لكن ليس في نيّته تقويض الإتفاق.


وحضّ هوكشتاين، وفق المعلومات، المسؤولين في بيروت على الإبتعاد عن أي تصريحات من شأنها أن تزيد الأمور تعقيدا في تل أبيب. وكرّر أنه سبق له أن لفتهم الى أن المرحلة حرجة وأنه من غير الجائز ألا يلاحظ المسؤولون اللبنانيون هذا الأمر، ورغم ذلك بادر بعضهم الى التصريحات


ووضع هوكشتاين بدء شركة إينرجين تجربة خط أنابيب حقل كاريش في سياقه التقني- التجريبي البحت، ملمّحا كذلك الى أن هذه التجربة تأتي أيضا في إطار تسجيل النقاط التي يسعى لابيد الى مراكمتها في مواجهة نتنياهو.


لكن ماذا عن النقاط الخلافية العالقة، لا سيما ما يعرف بخط الطفافات الذي طالبت به "اسرائيل" وهددت بانه في حال لم يوافق عليه لبنان فهذا سيؤدي لفشل اتفاق الترسيم، تشير المصادر إلى أن آلية العمل مستمرة للوصول إلى صيغة مُرضية للطرفين، مؤكدة ان لبنان لن يتخلى عن مساحة تكرّس منطقة أمنية للعدو الاسرائيلي، وعليه فخط الطفافات لن يتم الاعتراف به، مؤكدة ان لبنان باق على شروطه التي وضعها بالنسبة الى هذا الخط.


اما نقطة الخلاف الثانية فهي إصرار إسرائيل بالحصول على تعويضات مالية من وراء استخراج الغاز من حقل قانا، إذ إن لبنان يرفض ورود أي تعويضات في المرسوم الذي سيعده ويرسله إلى الأمم المتحدة لترسيم حدوده، لأن أي إقرار منه بها يعني أن جزءاً من حقل قانا هو في المنطقة التي يسيطر عليها الإسرائيليون، وهذا لا يمكن القبول به، لما سيترتب عليه من تداعيات مستقبلية خصوصاً في حال قرر الإسرائيليون، فيما بعد، منع الشركات من التنقيب في الجزء الجنوبي من الحقل، لذلك لا يريد لبنان أن يكون هناك أي إشارة إلى حق الإسرائيليين في التعويضات.


توازياً، كشفت تقارير عبر وسائل إعلام إسرائيلية "أنّ الاستنفار العسكري الذي جرى الحديث عنه ضمن الجبهة الداخلية الإسرائيلية اتخذ منحى مُضخماً بعض الشيء"، مشيرة إلى "أنه لم تكن هناك توجيهات استثنائية للسكان خصوصاً في المناطق الشمالية، كما أن حركة السياح اعتياديّة في تلك المناطق".


كما كشفت صحيفة "هآرتس" أن "هناك تقديرات داخل إسرائيل تفيد بأن إحتمالات الحرب أمام "حزب ال له" منخفضة، خصوصا مع عدم التوصل لإتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين حتى الآن"، موضحةً أنه "رغم وجود هذه التقديرات داخل البلاد، فإن الجيش الإسرائيلي يجري إستعدادته لأي سيناريو محتمل، خاصة سيناريو تأجيل توقيع إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان".


ولفتت إلى أن "هذه التقديرات قد خرجت من إجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والعسكرية "الكابينيت" يوم الخميس الماضي".


وبانتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة، فقد كشف الصحافي الاسرائيلي باراك رافيد في تغريدة له "ان تقدما ايجابيا حصل بالتفاوض الحاصل بملف الترسيم خلال نهاية الاسبوع"، كاشفا نقلا عن مصدر اميركي كما جاء في تغريدته ان مسودة جديدة يعمل عليها بجهد كبير لتقليص وتذليل الفجوات المتبقية". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10