اللبناني يبتكر حلولاً "للشتوية" القاسية.. والدولة بعيدة عن أزمة التدفئة!

زينة أرزوني - بيروت

2022.10.10 - 12:14
Facebook Share
طباعة

كيف سيتم تأمين المازوت أو أي وسيلة أخرى للتدفئة في فصل الشتاء؟، هذا هو السؤال الذي يؤرق اللبناني هذه الايام أكثر من متى ستتشكل الحكومة او من هو الرئيس الجديد للبلاد، او حتى هل سيوقع اتفاق الترسيم البحري أم لا.


فعلى غرار الدول الاوروبية الشتاء سيكون حتماً قاسياً على اللبنانيين ايضا بسبب ازمة الغاز، وغلاء سعر برميل النفط عالمياً بسبب قرار "أوبك بلس" الأخير خفض الانتاج.


في اوروبا هناك حكومات بدأت بالعمل على خطط استباقية للحد من تأثيرات ازمة الغاز والمحروقات، اما في لبنان، وحده المواطن الذي يحاول دائما عند كل ازمة البحث عن طرق لتفاديها.


ففي ظل انقطاع الكهرباء شبه الدائم، وصعوبة تأمين المحروقات بفعل الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار، يتجه معظم السكان الى الحطب كوسيلة بديلة وأوفر لتدفئة منازلهم، اول هذه الطرق كانت الاستسهال والبدء بقطع الاشجار المعمرة والصغيرة لإستعمال اغصانها وجذوعها للتدفئة.


وفي كل يوم تسمع عن قيام دوريات من مخابرات الجيش الى جانب شرطة البلدية بتوقيف أحد الاشخاص خلال محاولته قطع مجموعة من الاشجار لتحويلها الى حطب.


أكثر من 80 بالمئة من المواطنين رزحوا تحت خط الفقر، وبحسب المسح الذي أجرته إدارة الإحصاء المركزي ومنظمة العمل الدولية "هناك 85 في المئة من الاسر لا تقوى على الصمود أبداً حتى ولو لشهر واحد في حال فقدان جميع مصادر الدخل، مقابل قلة قليلة صرحت أن بامكانها الصمود ستة أشهر أو أكثر بدون دخل".


ونظراً لهذه الارقام، هناك عدد كبير من اللبنانيين لن يستطيع الوصول الى التدفئة هذا العام، بحسب رئيس اللجنة الإقتصادية في غرفة التجارة والصناعة في زحلة طوني طعمه، مشيراً الى أن "هناك عدداً كبيراً من سكان الجبل والمرتفعات نزحوا الى الساحل، وغيرهم ممن اضطروا الى إغلاق قسم من بيوتهم وذلك لعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات التدفئة".


ونظراً لهذا الوضع الكارثي، يرى خبير اقتصادي ان "لبنان الذي لا يستطيع أصلا تلبية احتياجاته من المحروقات والنفط بالعملات الأجنبية سيزيد بعد قرار أوبك الضغط عليه كما سيؤثر على سعر الدولار الذي قد يرتفع أيضا وبالتالي كل ارتفاع في سعر الدولار أو النفط سيؤدي إلى ارتفاع في سعر المحروقات، ما سينعكس سلبا على حياة المواطن على أبواب فصل الشتاء ما لم تتأمن البدائل لهذه الآلية المعتمدة منذ فترة بشراء المحروقات"، معتبراً انه يجب "إعلان حال طوارئ في البلاد، فشتاءٌ كارثيّ سيكون على لبنان لم يشهده من قبل، ويجب مساعدة الأسر الأكثر فقراً".


بحسب دراسة كانت قد نشرتها "الدولية للمعلومات"، سيبلغ متوسط كلفة التدفئة للوحدة السكنية "70 مليون ليرة"، ومع اقتراب موسم الشتاء، تتنوع الوسائل التي يمكن للبنانيين، خاصة المقيمين في الجبال والمرتفعات والأماكن الباردة، استعمالها لتأمين التدفئة، ومنها: الكهرباء، وهي وسيلة لا يمكن الاعتماد عليها في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وارتفاع كلفة المولدات.


المازوت، وهي الوسيلة التي يعتمدها أكثرية اللبنانيين. لكن كلفتها مرتفعة إذا ما أعتبرنا أن سعر الصفيحة هو 800 ألف ليرة والحاجة هي الى نحو 100 صفيحة للوحدة السكنية في موسم الشتاء تكون الكلفة هي 80 مليون ليرة في موسم الشتاء.


وفي وقت يعمل فيه أهالي القرى على تجهيز أنفسهم لموسم الشتاء عبر تجميع الحطب وتخزين المازوت، من المرجّح أن يعاني أهالي بيروت والمدن الأمرّين هذا العام، مع الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، والتقنين القاسي من قبل أصحاب المولدات، والأسعار الخيالية التي تُفرض على المشتركين، إضافة الى الارتفاع الكبير في سعر قارورة الغاز التي تُعتبر المصدر الأساسي للتدفئة، والتي بلغ سعرها 431 ألف ليرة، مع احتمال ارتفاع سعرها في الأيام المقبلة على وقع الارتفاع الكبير في سعر النفط عالمياً.


ولذلك طالب رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون وزير الطاقة والحكومة اللبنانية الى العمل على دعم هذه المادة الحيوية في أشهر الشتاء الثلاثة القاسية، لكي يتمكن المواطن من تأمين تدفئة المنزل، مشيراً الى أن السوق اللبنانية بحاجة الى ما يقارب 1300 طن يومياً من الغاز في فترة الشتاء، وهذا الأمر لن يؤدي الى رفع التكلفة على الدولة اذا ما تم دعمه.


فأي منزل في فترة الشتاء يصل متوسط استهلاكه للغاز الى قارورة غاز واحدة كل 4 أيام، بحسب زينون، ما يعني الحاجة الى ما يقارب 8 قوارير في الشهر، أي بحدود 3 ملايين و200 ألف ليرة اذا ما احتسبنا سعر قارورة الغاز على سعر اليوم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8