"الحديث عن مبادرة عربية قد يكون مبكراً"، هكذا كان حاسماً الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في رده خلال جولاته على المسؤولين اللبنانيين، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ "الجامعة حاضرة لكل ما يُطلب منها وهي حاضرة مع لبنان في كل استحقاقاته".
واعتبر ان "الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لاوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه".
وكان السفير زكي نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط وتمنياته بدوام استقرار لبنان. وأوضح ان
زيارة زكي لبيروت "تندرج في اطار اهتمام الجامعة بالأوضاع اللبنانية، لا سيما في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأطراف اللبنانية منه"، بحسب ما اكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
من قصر بعبدا الى السراي الحكومي انتقل زكي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مكرراً امامه "اهتمام الجامعة العربية بلبنان ومواكبتها له في الاستحقاقات المهمة كافة خصوصا انه مقبل على استحقاق رئاسي مهم".
زكي وخلال جولته على رؤساء الكتل الأساسية في البرلمان "التيار الوطني الحر" "القوات اللبنانية" والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة "امل"، قال إن هناك تباينات في المواقف، مشيراً الى "ان الامر يستحق المزيد من التشاور والتواصل بين السياسيين اللبنانيين للوصول الى التفاهمات المطلوبة حتى يسير البلد على الطريق الصحيح. ونأمل استمرار التواصل لأنه يقود الى التفاهمات وان شاء الله يكون البلد مقبل على امر ايجابي."
هم الاستحقاق الرئاسي، حمله السفير زكي الى وزارة الخارجية والمغتربين، حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب، وعرض معه ما يقوم به في لبنان من لقاءات مع كبار السياسيين اللبنانيين بشأن موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي اقترب موعده .
وقال: "لاننا نواكب لبنان دائما في كل استحقاقاته نجد انه من واجبنا في الجامعة العربية ان نتواصل مع الاخوة في لبنان وتحديدا القيادات السياسية كي نساعد في ان يصل الجميع الى مخرج جيد يفيد البلد في هذا الموضوع".
من جهة أخرى، عرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع زكي لآخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية.
جعجع وخلال اللقاء الذي استغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، عرض امام زكي خارطة الطريق التي تعتمدها المعارضة لإيصال مرشحها الى رئاسة الجمهورية.
وجدّد التأكيد على تمسك القوات بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة وسعيها المستمر مع كل قوى المعارضة لإيصال رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.
كما تمنى على الجامعة العربية عبر مساعد امينها العام ،استخدام علاقاتها اللبنانية والعربية والاقليمية والسعي الى ايصال رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية.
وكشف جعجع انه "في حال لم يقبل الفريق الآخر بمرشح قوى المعارضة، نحن أيضا لن نقبل إلا برئيس جدي وفعلي للبنان بكل ما للكلمة من معنى، وسنستمر في تكثيف الضغوط والتمسك بموقفنا حتى تحقيق الهدف المنشود وهو انتخاب رئيس انقاذي للبنان"، بحسب تعبيره.