يبدو أن مختلف الأطراف توصلت الى قناعة راسخة، بضرورة تعويم "الحكومة الميقاتية"، بعد ادخال بعض التعديلات على تركيبتها الحالية، ودون أي توسعة بوزراء دولة من السياسيين، بحسب اقتراح رئيس الجمهورية ميشال عون.
ووسط تعاظم المخاطر الامنية، بعدما كشفت مصادر مطلعة عن دخول عشرات الارهابيين ممن يصنفون بالقادة الى لبنان، إضافة الى وجود خلايا نائمة أعطيت الأوامر لإستعادة نشاطها وقد تم الكشف عن العديد منها مؤخرا، وجد الرئيسان عون وميقاتي نفسيهما، مجبرين على الوصول الى قاسم حكومي مشترك.
وتوحي موافقة رئيس الجمهورية، على ان يتولى رئيس حكومة تصريف الأعمال تمثيل لبنان في افتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة بديلا منه، بأن السجالات الحادة التي أشعلتها التصريحات الصحافية الأخيرة بين عون ورئيس الحكومة وفريقه مطلع هذا الاسبوع، تبددت آثارها نسبيا.
ملف تأليف الحكومة عاد الى الواجهة مجدداً بعدما كان قد وضع في "الثلاجة" لأشهر عدة، وهذه العودة تظللها رغبات دولية واقليمية، استدراكا لتداعيات ما بعد الشغور الرئاسي في لبنان.
ووسط اجواء توحي بإتفاق بينهما على تشكيل الحكومة خلافاً لما يتردد عن تعذر تشكيلها، استكمل الرئيسان في قصر بعبدا أمس، البحث في ملف تشكيل الحكومة على ان يتم بحث التفاصيل بعد عودة رئيس الحكومة من نيويورك نهاية الاسبوع المقبل.
لقاء عون ميقاتي الذي دام قرابة النصف ساعة، جرى البحث خلاله بحسب مصادر مطلعة في موضوعي سفر الرئيس ميقاتي الى لندن لتمثيل لبنان في تشييع الملكة إليزابيث، والى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
عرض ميقاتي خلال اللقاء مضمون كلمته التي سيلقيها بإسم لبنان يوم ٢٢ او ٢٣ ايلول الجاري.
كما تطرق الرئيسان الى الافكار المتداولة حول التشكيلة الحكومية الممكنة، سواء تغيير بعض الوزراء او تعيين ستة وزراء دولة من السياسيين، على ان يستكمل البحث التفصيلي بعد عودة ميقاتي من الخارج، حيث وعد اللبنانيين خلال توجهه إلى سيارته انه بعد عودته من الخارج سيزور الرئيس، ولن يغادر قصر بعبدا حتى تتألّف الحكومة، قائلاً: "المشوار الجايي رح اجي وضلني قاعد حتى تشكيل الحكومة، وما رح روح، رح نام هون".
كما جرى البحث في موضوع ترسيم الحدود البحرية بعدما وضعت اللجنة التقنية إحداثيات الطفافات الاسرائيلية على الخرائط، والملاحظات اللبنانية عليها والبدائل التي تُدرس.