أعادت الجريمة التي وقعت في منطقة التل بعاصمة الشمال طرابلس قبل أيام وذهب ضحيتها محمود خضر وإثنين من عماله في المتجر الذي يملكه لبيع الهواتف الخلوية محمد وعمر الحصني، تسليط الضوء على عودة نشاط المجموعات الإرهابية في لبنان عموما والشمال بشكل خاص، حيث أظهرت المعلومات الأولية أن العمل أمني وذات طابع إرهابي، بهدف إيقاع الفتنة وتكرار سيناريو إشتباكات التبانة وجبل محسن، خصوصا وان المغدور محمود خضر من جبل محسن ولديهم متجر في طرابلس.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة انباء آسيا من مصادر في طرابلس فإن عن عملية الإغتيال مخطط لها بشكل دقيق وليست بهدف السرقة كما حاولت بعض الجهات الإيحاء، خصوصا وان خالد عبد المجيد الذي قتل خلال إطلاق النار هو داعشي وموقوف سابق على خلفية قيامه بتنفيذ جريمة قتل أبو علي هوشر من القبة، حيث أمضى حوالي سنوات قبل الإفراج عنه ف العام 2020، حيث جدد قيامه بعمليات إطلاق نار وإعتداء على سويين ولبنانيين.
وتشير المصادر الى أن متجر ابو علي خضر يقع في الشارع المقابل لبلدية طرابلس حيث تصبح حركة السير خفيفة عصراً، ما يؤكد وجود فريق عمل على تنفيذ الجريمة بعد متابعة ورصد دقيق لحركة السير، وعليه تدرج المصادر عملية الإغتيال في سياق مسلسل تهجير العلويين من طرابلس، وذلك بضوء أخضر من بعض الجهات في مدينة طرابلس.
وتكشف المصادر أن الخيط الذي أوصل الى كشف بعض جوانب العمل الإرهابي تم من خلال توقيف عسكري فار من الخدمة (عبد الكريم.ح)، والذي ذهب الى المستشفى الإسلامي في طرابلس حيث تم نقل خالد عبد المجيد بعد حصول عملية إطلاق النار لمعرفة مصيره وربما بهدف تهريبه، فتم القاء القبض عليه وهو اعترف بعد نقله الى بيروت بما لديه من معلومات، كما ان الأجهزة الامنية كانت تبحث عن خالد عبد المجيد منذ حوالي الشهرين، وبعد إعترافات العسكري الفار تمت مداهمة إحدى الغرف في سوق الذهب بطرابلس، والتي يملكها علي بدره الذي يعمل في شركة كهرباء قاديشا، وتبين ان بدره قام بتأجير الغرفة لتاجر ذهب يدعى يوسف مرعي، الذي قام بإستئجار الغرفة لصالح مجموعة خالد عبد المجيد، كما تم توقيف إثنين من المتورطين بعملية إطلاق النار وضبط بحوزتهما كمية من الأسلحة والذخائر.
وتلفت المصادر الى ان الوضع الأمني في مدينة طرابلس بات مخيف جداً في ظل التفلت الأمني الحاصل، حيث تسجل يوميا عمليات إطلاق نار وسلب بقوة السلاح، كما ان الخلايا تتحرك بشكل تدريجي وهي تستغل حالة الفوضى للقيام بتنفيذ مخططها التفجيري بظل عودة بعض الرموز المتشددة الى التصريح كسالم الرافعي وغيره من الأمنيين السابقين والسياسيين الحاليين، ما يؤكد أن جريمة طرابلس تم التخطيط لها وهدفها واضح وهو إيقاع الفتنة بين التبانة وجبل محسن، وتأتي جريمة التل كحلقة ضمن مسلسل أمني مدروس وتم تنفيذه بدقة.