شارك الآلاف السودانيين في احتجاجات استمرت لساعات أمس الثلاثاء، في الخرطوم ومدن أخرى في ذكرى أحداث سبتمبر للمطالبة بعودة العسكر إلى ثكناتهم وتسليم السلطة للمدنيين.
وأحيا المحتجون ذكرى انتفاضة 13 سبتمبر/ أيلول 2013، التي خرجت ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي وزيادة أسعار الوقود.
تلك الانتفاضة التي راح ضحيتها نحو 200 شخص نتيجة لقمع قوات الأمن والتي أطلق عليها لاحقا «هبة سبتمبر» نحو 200 شخص.
وتجمع المحتجون في محطة شروني وسط الخرطوم، حاملين صور ضحايا التظاهرات والأعلام ورايات لجان المقاومة، رافعين شعارات تؤكد تمسكهم بالقصاص ومطالبهم بالحكم المدني الديمقراطي.
وتقول "لجان المقاومة في السودان" إن الهدف من المظاهرات التي دعت لها هو المطالبة بالمضي في التحول الديمقراطي وتحقيق مفهوم الدولة المدنية.
فيما أطلقت السلطات السودانية سراح عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، زينب الصادق المهدي، وذلك بعد اعتقالها لساعات، مساء الثلاثاء، على خلفية مشاركتها في موكب 13 سبتمبر.
وأعلن رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة القومي في السودان إمام الحلو، اليوم الأربعاء، عن إطلاق سراح زينب المهدي بعد إجراءات الضمان بواسطة عدد من محامي الطوارئ.
ومنذ الـ25 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تنخرط لجان المقاومة وتجمعات نقابية وقوى سياسية أخرى في احتجاجات مستمرة؛ رفضًا للقرارات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية كبيرة.
وتتسارع الخطى في السودان هذه الأيام، لتقديم المبادرات الوطنية للخروج من الأزمة السياسية، وتشكيل حكومة انتقالية، تقود البلاد إلى التحول المدني الديمقراطي
تأتي الدعوة للتظاهر بعد يوم من ترحيب نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو، بمسودة الدستور التي أعدتها لجنة المحامين السودانيين وتنص على مدنية الدولة ومؤسساتها وكفالة الحريات واستقلال الصحافة ودمج قوات الدعم السريع ومقاتلي الفصائل المسلحة في الجيش.