بعد هجومه على "حزب الله"، والذي استمر لاشهر على خلفية قضية المطران موسى الحاج، الذي اوقفته الاجهزة الامنية عند بوابة الناقورة في 18 تموز الماضي اثر عودته من الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو يحمل اموالاً كمساعدات للبنانيين، سُجلت له استدارة سياسية تجاه حزب الله قبل يومين خلال حديثه في مقابلة تلفزيونية، حين اشار الى ان مواقفه السابقة ليست عدائية ضد "حزب الله" بل على العكس، فهو يتعامل مع الحزب كما يتعامل مع مختلف القوى السياسية، ولديه ملاحظات سياسية معينة من دون ان يكون جزءًا من اي اصطفاف سياسي ضده.
بل ذهب اكثر من ذلك، في إطار تعليقه على طرح "حزب الله" إعادة إحياء الحكومة الحالية، حيث أجاب الراعي قائلاً "لماذا لا".
هذا الحديث خفف التوتر بين الطرفين بحسب مصادر مطلعة، خصوصاً وانه قبل زيارة وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه الى الديمان، كشفت مصادر عن ان هناك زيارات معلنة وغير معلنة تحصل الى الديمان او بكركي، لبحث الملف الرئاسي، وان الامر لا يقتصر على الطامحين رئاسيا، بل هناك العديد من الزيارات الديبلوماسية التي جرت في الاسابيع الماضية لاستشراف موقف الراعي وتوجهاته.
وبهدف جليد القطيعة بين "حزب الله" والراعي لبى وزير الاشغال العامة دعوة بكركي على مائدة الغداء، فكان طبقَه الاساس "كعكُ العباس"، والحالة العامة في البلاد، من دون اي رسائل سياسية كما قال الوزير حمية.
وإذا كان الوزير المحسوب على الحزب، أشار إلى أنه لا ينقل رسالة من "حزب الله" إلى البطريرك الراعي، إلا أن الزيارة بحد ذاتها تكتسي دلالات في غاية الأهمية، مع ارتفاع وتيرة الحراك السياسي والحزبي بشأن الانتخابات الرئاسية، على الرغم من ان وزير النقل قال: "اتركوا الوقع ايجابيا ولتكن الايجابية سيدة الموقف في لبنان والتواصل البناء وليس من الضرورة ان نتطرق الى اي ملف سياسي".
مصادر نيابية أكدت أن "التواصل مع البطريرك لم ينقطع، بالنظر إلى دور بكركي الوطني، وهذا ما يفرض التشاور الدائم معها، وعلى مختلف المستويات"، مشيرة الى ان "زيارة الوزير حمية تأتي في سياقها الطبيعي، في إطار الحوار الذي ينبغي أن يجري بين مختلف القيادات الروحية والسياسية، بشأن مختلف الاستحقاقات وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة".
وعما اذا كان تناول البحث في اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، قال حمية: "أنا لست الشخص المخول البحث في الاسماء ، النواب هم الذين يبحثون في الاسماء لان انتخاب الرئيس يتم من قبل مجلس النواب".
وردا على سؤال عن العلاقة بين البطريركية و"حزب الله"، قال: "انا وزير في حكومة لبنان وحسب تعريف الدستور، لقد قال البطريرك خلال المقابلة عبر تلفزيون الجديد ان هناك لجنة تواصل بين البطريركية وحزب الله وهذا يعني ان التواصل دائم".
وأشار الى أن "لمناسبة اربعين الامام الحسين، حمل الى البطريرك كعك العباس الذي كان التحلية على مائدة الغداء".