وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى قطر، الثلاثاء، في أول زيارة له للدولة الخليجية، مع تحسن العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر. تلك الخطوة التي وصفها محللون بالفرصة لــ "زيادة استثمارات الدوحة في القاهرة"، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وبدأت زيارة الرئيس المصري للعاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، وتستمر ليومين، وتعد الزيارة الأولى له منذ توليه منصبه في 2014.
من جانبه يرى السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة، بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تأتي في توقيت بالغ الأهمية على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
وأضاف السفير حجازي - في تصريحات صحفية - أن تلك الزيارة تأتي في إطار الجهود المصرية والعربية للتحضير للقمة العربية المرتقبة في نوفمبر المقبل بالجزائر، وحرص مصر على تهيئة الأجواء المناسبة لعقد القمة والعمل من أجل تسوية القضايا والمشكلات التي لازالت تمثل تهديدًا للأمن القومي العربي وتثقل كاهل أمتنا منذ سنين.
وتابع أن زيارة الرئيس السيسي لقطر من شأنها إتاحة الفرصة لمناقشة الأوضاع الدولية المرتبطة باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على المنطقة العربية والتوترات المحيطة بها على الساحة الأوروبية، وكذلك مع الولايات المتحدة والصين، فضلًا عن التنسيق قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تحتاج فيها الدولتان للتشاور على مستوى القمة كي تكون القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإطلاق عملية سلام تقود لحل الدولتين على رأس أولويات مناقشات ومداخلات القادة العرب بالجمعية العامة، إضافة لما يحمله خطاب الرئيس دائمًا من رؤى بشأن قضايا القارة الأفريقية.
ولفت إلى المساعي المصرية القطرية المشتركة لحل بعض القضايا التي أثقلت الجسد العربي وعلى رأسها الملفين اليمني والليبي، والأوضاع في سوريا، والتدخلات المستمرة لبعض القوى الإقليمية في الشأن الخليجي والعربي، بجانب العمل من أجل تحقيق توافقات عربية وتوازنات إقليمية واتصالات دولية تحافظ على الأمن القومي العربي وتحول دون الإضرار به.
وأكد السفير حجازي، حرص الرئيس السيسي، كما يسعى دومًا، على تقديم مصر كفرصة استثمارية واعدة يمكن من خلالها اجتذاب المزيد من الاستمارات القطرية والودائع البنكية التي تساهم في تعزيز قدرات الاقتصاد المصري على مواجهة الضغوط المتزايدة بسبب الأوضاع الدولية الضاغطة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والاضطرابات في سلاسل القيمة الغذائية وارتفاع أسعار الوقود بشكل الذي بات مهددًا للعديد من الاقتصاديات بالمنطقة.
فيما قال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تلك الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم بفعل الحرب الأوكرانية الروسية حيث أنه من المنتظر أن تؤدي تلك الزيارة إلى جذب مزيد من الاستثمارات بين البلدين، وهناك إمكانية للتعاون بينهما لمواجهة أزمة الغاز والطاقة خاصة مع تداعيات الحرب الروسية الأمريكية حيث تمتلك قطر علاقات وطيدة مع أوروبا بسبب ملف الغاز كما أن الاتفاق الذي تم مؤخرا بين الاتحاد الأوروبي ومصر وضعها على خارطة الغاز الدولية.
ويوضح حسام بدراوي، الأكاديمي والمفكر السياسي، أن أسباب إعادة العلاقات بين مصر وقطر تعود إلى المتغيرات والظروف التي تجري على الساحة الدولية، والتحديات التي تختلف من زمن إلى آخر، وعليه، يضيف بدراوي: “من الضروري مد أواصر التعاون وعدم الوقوف في لقطة الخصام، وأن السياسة تستدعي البلدين الى اتخاذ مبادرات التقارب”.
في المقابل، تأتي زيارة السيسي إلى الدوحة، بعد 3 أشهر من زيارة أمير قطر إلى القاهرة، أواخر حزيران/يونيو الماضي، وكان أمير قطر قد وجَّه في أيار/مايو من العام الماضي، دعوة رسمية لنظيره المصري لزيارة البلاد، في سياق إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل عام 2013.
ومؤخراً؛ أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4,5 مليارات دولار في مصر التي تعاني مشكلات اقتصادية تفاقمت خلال الفترة الأخيرة مما تسبب في خفض عملتها المحلية أمام الدولار.
كما وقع "قطر إنرجي" في نفس الوقت اتفاقا مع شركة "إكسون موبيل" يستحوذ بموجبه على 40 بالمئة من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.
وفي يناير 2021، انتهى الخلاف أخيرا عندما وقعت قطر إعلانا مع الدول الأربع لتطبيع العلاقات، ومنذ ذلك الحين، تبادل كبار المسؤولين من الدوحة والقاهرة وأبوظبي والرياض والمنامة الزيارات.