الطيران المدني التركي يستخدم الأجواء السورية؟ .. لكن !
اعداد رزان الحاج
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليومين الماضيين، ادعاءات تزعم أن الطيران المدني التركي استأنف استخدام الأجواء السورية في الرحلات المدنية، بعد 10 سنوات من الانقطاع، معتبرين أن إعادة استخدام الأجواء السورية من قِبل الطيران المدني التركي، يدل على بداية لاستعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وخاصة بعد التصريحات الرسمية الاخيرة التي ادلى بها مسؤولون أتراك حول المصالحة مع دمشق وامكانية عودة العلاقات.
معظم ناشري الادعاء استشهدوا بصورة من موقع "flightradar24" المختص بتتبع الرحلات الجوية المدنية بين الدول، وتُظهر الصورة خطاً "منقّطاً" على الخريطة لمسير طائرة متوجهة من مدينة إسطنبول التركية إلى العاصمة السعودية الرياض عبر الأجواء السورية، في رحلة حملت الرقم "144". ولقي الادعاء المذكور انتشاراً كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركته وتفاعلت معه عشرات الحسابات والصفحات .
وعند التدقيق تبيّن أن مسار الرحلة مختلف مقارنة بالمسار الواضح في الصورة المتداولة.كان يمر في الصورة المتداولة في الأجواء السورية فعلاً، في حين تحوّل المسار إلى الأجواء العراقية، في آخر تحديثات مسار الرحلة عبر موقع تتبع الرحلات المدنية.
الخط النقطي (كما هو ظاهر في الصورة المتداولة مع الادعاء) هو المسار المفترض بشكل مستقيم بين نقطة الانطلاق والوصول، وهو يعني أيضاً أن الطائرة أصبحت خارج تغطية الرادارات في هذه المنطقة، في حين أن الخط باللون البنفسجي يبيّن المسار الحقيقي والمرصود للرحلة عبر الرادارات.
وتظهر المعطيات من خلال تتبع موقع "فلايت رادار" السويدي المتخصص بحركة الرحلات الجوية التجارية، أن عبور الطائرات المدنية التركية في المجال الجوي السوري ينحصر في أجواء أقصى شمال شرق سوريا، على مقربة من الحدود السورية-العراقية-التركية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2012، حظرت أنقرة عبور كل الطائرات السورية مجالها الجوي ، وردت دمشق على الحظر التركي بإغلاق مجال الجوي أمام الطيران المدني التركي.
