إعتبر فاعلون في حركة فتح في الضفة الغربية أن الاميركيين هم من يحسمون أمر خلافة محمود عباس وهم من يعينون البديل وإن كان لاسرائيل حق الفيتو في ذلك. وأما عن دور التنظيم الحركي لفتح في الضفة وفي الخارج، فهو إنتهى الى غير رجعة بسبب سيطرت سلطة اوسلو التي يسيطر عليها بالكامل عبر التمويل والنفوذ كل من الاميركيين أولا والاسرائيليين ثانيا والانظمة العربية التي تشارك في تمويل السلطة او في رعايتها وحمايتها ثالثا.
وبحسب هؤلاء المناضلين السابقين في فتح في الضفة فإن الأميركيين حسموا أمر خلافة محمود عباس في واحد من رجلين هما حسين الشيخ، وماجد فرج. فالاول يمسك بالتنظيم الفتحاوي او ما تبقى منه في الضفة والثاني يمسك باجهزة الامن وبتدفق الاموال من اسرائيل واميركا الى الفاعلين في السلطة وفي حركة فتح في الضفة.
آخر الدلالات التي يشير اليها هؤلاء هو زيارة بربارة ليف لرام الله وحصرها اجتماعاتها مع ازلام السلطة بماجد فرج مسؤول الاستخبارات التابعة للسلطة وبحسين الشيخ الذي يصفه الفتحاويين ب أقرب الفلسطينيين الى الاسرائيليين.
وكانت بربارة ليف خلال زيارتها لفلسطين المحتلة أواخر الأسبوع الماضي لم تلتق برئيس سلطة الحكم الذاتي محمود عباس، وهو أمر غير معتاد. غير أنها التقت بحسين الشيخ ومدير مخابرات السلطة ماجد فرج.
مصادر موقع اكسيوس الاميركي كانت قد لفتت في مقال منقول عن الاسرائيليين أن رونين بار، مدير جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك) المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في الضفة الغربية وغزة التقى ليف وابلغها إنه يشعر بقلق بالغ إزاء وضع السلطة الفلسطينية وقدرة قوات الأمن الفلسطينية على العمل، غير أن المسؤولين في سلطة الحكم الذاتي ألقوا باللوم على الكيان الصهيوني في إضعاف قوات أمن السلطة.
وذكر موقع أكسيوس أن بار أكد "الوضع على الأرض أسوأ مما يبدو" ، وزعم أن الكيان الصهيوني لا يريد إرسال قوات احتلاله للتوغل في المدن الفلسطينية ، ولكن لم يكن لديهم خيار آخر أ بسبب العنف المتزايد.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن بار أبلغ ليف أن الشاباك يدعم تعزيز السلطة الفلسطينية ، لكن من الصعب اتخاذ قرارات في هذا الوقت بسبب انتخابات الكنيست الإسرائيلي القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر.
كما التقت ليف باللواء غسان عليان (عربي درزي)، منسق الشؤون المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة، الذي رسم أيضًا صورة قاتمة للوضع.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عليان أبلغ ليف أنه يبذل كل ما في وسعه لتحقيق الاستقرار في الوضع لكنه يعتقد أنه قد لا يكون كافيا "لوقف كرة الثلج". وأضاف أن الخطوات الأكثر أهمية تتطلب قرارات سياسية.
والتقت ليف بعد ذلك بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا فيما وصفت مصادر إسرائيلية الاجتماع بأنه كان صعبا. وأكدت ليف أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار وأن "الكرة في ملعب إسرائيل" عندما يتعلق الأمر بتقويتها وتثبيتها.
وذكر موقع أكسيوس أن حكومة بايدن تحاول إقناع قيادة السلطة الفلسطينية بوقف محاولاتها في مجلس الأمن الدولي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. كما تريد حكومة بايدن من السلطة الفلسطينية أن تفعل المزيد لاستعادة السيطرة على قوات الأمن في العديد من مدن الضفة الغربية.
ونقل موقع أكسيوس عن حسين الشيخ قوله أن ليف شددت على موقف حكومة بايدن ضد تحرك فلسطيني في مجلس الأمن الدولي. وأضاف الشيخ "لقد أخبرنا ليف أنه وسط الجمود في عملية السلام ، فإن الحصول على وضع العضو الكامل في الأمم المتحدة لفلسطين هو أفضل طريقة للحفاظ على حل الدولتين على قيد الحياة. لكن حكومة بايدن لا ترى الأمر على هذا النحو ، لكننا نواصل الحديث عنه. لا يزال هناك وقت ".
وأخبرت ليف الشيخ وفرج أن التحرك في الأمم المتحدة لن يساعدهم على استعادة السيطرة في مدن مثل جنين ونابلس ، حيث اكتسبت الجماعات المسلحة موطئ قدم بشكل متزايد.