يستمر أهالي قرية النبي صموئيل في الدفاع عن قريتهم ضد التهجير القسري، حيث تصدّى أهالي قريةِ النبي صموئيل شمالَ غربِ القدسِ المحتلة لاقتحامِ القريةِ من عشراتِ المستوطنينَ بحمايةِ قواتِ الاحتلال و بقيادةِ عضوِ الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير.
وتقع قرية النبي صموئيل إلى الشمال من القدس وخارج نطاقها البلدي؛ فعلى بعد كيلومتر واحد إلى الشمال من حي راموت، تقع هذه القرية بجوار موقع أثري يحمل نفس الاسم، وترتفع 890 مترًا فوق سطح البحر.
وبدأ أهالي القرية خلال الأسبوع الماضي احتجاجات سلمية وتجددت الجمعة، لتشكل بداية لحراك سيتواصل على مدى الأيام القادمة رفضاً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد من بقوا من أهالي القرية الذين هجّروا من قريتهم بالقوة عام 1967 ودمر الاحتلال معظم منازلهم.
ويوجد في القرية موقع قبر يعتقد أنه للنّبي صموئيل عليه السّلام، ومنه اكتسبت اسمه، ويعتبر مقاماً مُقدساً للديانات الثلاثة لقرون طويلة، ويعود بناء مسجد النبي صموئيل إلى عام 1720.
وتشير المصادر التاريخية إلى أنه في عام 1099 احتل الصليبيون القرية، وأطلقوا اسم "جبل البهجة" على تلة القرية، نظراً لأنها مكنتهم من مشاهدة مدينة القدس من بعيد لأول مرة، وفيما بعد، حرر صلاح الدين الأيوبي القرية من أيدي الصليبيين، وحوّل القلعة البيزنطية إلى مسجد، وقد جعل الموقع الاستراتيجي للمسجد منه محطاً لأنظار الغزاة الذين سعوا للسيطرة عليه، لكونه نقطة مشرفة على مدينة القدس.
وعشية عام 1967، كان يسكن في النبي صموئيل ما يقارب 1000 فلسطيني، إلا أن بعضهم هُجّر بفعل الاحتلال الذي هدم معظم بيوت القرية عام 1971، وقد استخدمت سلطات الاحتلال قداسة المقام كحجة لمصادرة أراضي القرية لبناء مرافق حول الموقع الأثري.