عاد الدولار ليشهد ارتفاعا أمام الليرة اللبنانية ما ارتدّ سريعاً على أسعار المحروقات التي زادت أمس الجمعة بعدما رفعت وزارة الطاقة والمياه الأسعار بعد ظهر أمس الخميس.
وارتفعت أسعار البنزين أمس 2000 ليرة لبنانية، بحيث أصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 603000 ليرة، و98 أوكتان 617000 ليرة لبنانية.
واتجهت بعض المحطات أمس الجمعة إلى إقفال أبوابها، حيث أعلن تجمع أصحاب المحطات في بيان، أنه "بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وأصبح الفرق يشكل أكثر من 70 في المائة من الجعالة التي من الأصل لا تصل كلها، ولا تكفي لسد حاجات المحطات، وبعدما كنا نبهنا إلى أن الإقفال سيكون قسرياً، بدأنا نرى غالبية المحطات تقفل أبوابها لوقف النزف الذي بدأ منذ بداية الأزمة في ظل عدم اكتراث من المعنيين".
وطالب تجمع أصحاب محطات الوقود وزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط، بأن يلحظ جدول الأسعار جعالة أصحاب المحطات الذين يتكبدون الكثير من الخسائر نتيجة الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، ولم تعد لديهم القدرة على الاستمرار، مؤكدين أنهم حريصون "على مصلحة المواطن وتأمين المحروقات، لكن إذا استمرّ الوضع على هذا الحال فإنهم سيضطرون إلى الإقفال الكلي في مختلف المناطق اللبنانية".
من جانبه قال مُمثل موزّعي المحروقات فادي أبوشقرا إنّ "أصحاب المحطّات والموزّعين تكبدوا خسائر كبيرة مؤخراً بسبب آلية التسعير الجديدة التي تمّ اعتمادُها للمحروقات.
وتابع "الفروقات في سعر الدّولار راكمت تلك الخسَارة بشكل كبير، لا سيما أنّ شراء المحروقات وبيعها بات يتأثر بتقلبات السوق بشكل كبير، ويترك ضربة كبيرة في المحطات".
وأضاف: "إننا نرى مؤامرة كبرى على قطاع المحروقات لإنهاء دورِه الناشط اقتصادياً، ونؤكّد أن هذا الأمر يجب استدراكُه فوراً من قبل المعنيين باعتبار أن أيّ ضرب لذلك القطاع يعني انتكاسة اقتصاديّة بكل المقاييس".
وختم أبوشقرا بالقّول: "الخوف هو أن تتجه الكثير من المحطات نحو الإفلاس والإغلاق بسبب التفاوت في سعر صرف الدولار وعدم القدرة على معالجة الخسائر. لهذا، الوضع صعبٌ جداً ونأمل أن يتم إنصاف المحطات والموزعين بأسرع وقتٍ ممكن قبل فوات الأوان، واللهم إنّي بلغت".
وفي شهر أغسطس/ آب الماضي، أدى الارتفاع الكبير في أسعار البنزين إلى تراجع في الاستهلاك، فقد وصل متوسط الاستهلاك اليومي في العام 2021 إلى 328 ألف صفيحة يومياً، وانخفض في العام 2022 إلى 281 صفيحة يومياً، أي بتراجع مقداره 47 ألف صفيحة ونسبته 14.3 في المائة، بحسب أحدث تقرير لـ"الدولية للمعلومات" (شركة أبحاث ودراسات وإحصاءات علمية مستقلة).