أقام أهالي قرية اليعقوبية الواقعة في ريف جسر الشغور غربي إدلب من اتباع “الديانة المسيحية” احتفالا دينيا، الأحد 28 اب 2022 ولأول مرة بشكل علني، منذ نحو عقد من الزمن، بمناسبة عيد “القديسة آنا” داخل الكنيسة الأرمنية في القرية، في ظل سعي أحمد الشرع الملقب بـ الجولاني وهيئة تحـ ـرير الشام الظهور أمام الراي العام الدولي، بأنه حامي الأقليات في مناطق نفوذه، بناءا على اقتراح الحكومة التركية.
ووفقاً لتقارير معارضة فإن هيئة تحرير الشام طردت مؤخراً عائلات عناصر تكفيرية و”الحزب الإسلامي التركستاني” من الكنيسة والدير في ريف جسر الشغور الشمالي، وسلمتها لرجال الدين من أتباع “الديانة المسيحية”، حيث تم ترميم “الكنيسة الأرمنية” لإقامة الاحتفال الذي جرى تحت حراسة مشددة من قبل “جهاز الأمن العام” التابع لهيئة تحرير الشام.
وكان متزعم هيئة تحرير الشام ” الجولاني” زار قرى اليعقوبية والقنية والجديدة وهي قرى تقطنها أقلية مسيحية في ريف إدلب الغربي، وتحدث مع بعض سكانها عن أحوال القرى واعدا إياهم بتحسين الواقع المعيشي فيها.
وتستمر هيئة تحرير الشام بإظهار نفسها بطابع مدني وقريب من المدنيين وتهتم بشؤون الأقليات الدينية وتمنحهم حقوقهم، في حين تواصل حربها ضد الجماعات التكفيرية المتشددة ومحاولة الضغط عليها لإبعادها عن مناطق نفوذها.
كما ويواصل متزعم الهيئة ظهوره الإعلامي بزي مدني مشاركاً بأغلب الفعاليات والمناسبات.
وتكرر إعلان “هيئة تحرير الشام” أو “جهاز الأمن العام” العامل بمناطق سيطرتها في محافظة إدلب، وجزء من أرياف حلب الغربية واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، عن القبض على عناصر أو خلايا تتبع لتنظيم “داعش”، نفّذت عمليات عديدة، قوبلت بعدم التعليق أو الإعلان من التنظيم.
وسط علاقة معقدة ونفي “تحرير الشام” تبعية “جهاز الأمن” لها، برز اسم الأخير بعمليات يعلن عنها عبر معرفاته الرسمية أو عبر المتحدث باسمه ضياء العمر، باعتقال عناصر وقياديين يتبعون لتنظيم “داعش”، بعد توقف المعارك على خطوط الجبهات، منذ ما يُعرف باتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020.
“تحرير الشام” ظهرت لأول مرة في سوريا نهاية 2012، تحت مسمى “جبهة النصرة لأهل الشام”، وهي فصيل تميّز بخروجه من رحم “القاعدة”، أبرز الفصائل “التكفيرية” على الساحة العالمية، وأعلنت لاحقًا انفصالها عن أي تنظيم، واعتبرت نفسها قوة سورية محلية، سعت وتسعى بقيادة “الجولاني” لإزالة اسمها من لوائح “الإرهاب”.
في سياق متصل اعتبر الباحث السوري المتخصص في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج أن الإعلانات والقبض على خلايا التنظيم يخدمان الدور الذي تلعبه “الهيئة” من أجل التعامل معها كقوة أمر واقع وحاجة ضرورية للأمن الإقليمي والدولي، ويرسخ صورة حولها كحاجة، ويسهم بالضرورة في الدفع باتجاه رفع اسمها من قوائم “الإرهاب”.
ويرى الباحث أن رفع اسم “الهيئة” من قوائم “الإرهاب” ليس أمرًا سهلًا، إذ يتعلق بتحولات حقيقية في أيديولوجيتها تثبت أنها لم تعد على صلة بـ”الجهادية السلفية العالمية”، وأن لديها سلوكًا على أرض الواقع يمكن قبوله في الحد الأدنى من المجتمع الدولي.
ورجّح الدكتور الحاج أن يستمر إبقاء اسم “تحرير الشام” في قوائم “الإرهاب” حتى لو حققت جميع الشروط، لإبقائها تحت الضغط، وضمان استمرارها بهذا الدور الذي تقوم به.