توجه عدد من اللاجئين نحو الخروج هرباً من تركيا بعد دعوات ترحيلهم وتعرض بعضهم إلى مواقف شديدة العنصرية داخل البلاد، وخلال الأيام القليلة الماضية تدفّق آلاف اللاجئين السوريين القادمين من تركيا إلى أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص، حيث تعتبر هذه الموجة الأكبر منذ عام 2015.
وقالت السيدة “آنية” أحد القائمين على مركز لاستقبال اللاجئين في مدينة “زيغ مارينغن” الألمانية لأورينت نت، إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد اللاجئين السوريين القادمين للبلاد.
وأضافت أنه “لم يتم احصائهم بسبب انشغال دائرة الأجانب باللاجئيين الأوكرانيين، ولكن هناك مئات الوافدين الجدد من اللاجئين السوريين قصدوا هذا المركز فقط”.
بدورها، صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية ذكرت في تقرير لها مؤخراً، أنه تم توثيق دخول أكثر من 3200 لاجئ إلى اليونان معظمهم سوريون منذ بداية العام حتى بداية شهر آب الجاري، “حيث تعتبر اليونان محطة رئيسية للمهاجرين من أجل بلوغ هدفهم بالوصول إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي”.
وجاء تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا بعد دعوات الترحيل التي انطلقت خلال الفترة الماضية، ووصل الأمر إلى التحضير لمئات آلاف الملصقات التي تدعو لإعادتهم إلى البلاد، حسب ما جاء على لسان زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو مؤخرا.
ووفق وعود كليتشدار أوغلو، فإنه سيتم توزيع المنشورات على يد متطوعين في العديد من الولايات وبالأخص تلك التي يتركز فيها اللاجئون السوريون مثل غازي عنتاب وهاتاي وكيليس وشانلي أورفا وماردين.
ويحضر زعيم الحزب خطة مكونة من أربعة مراحل، تبدأ في إعادة العلاقات مع النظام السوري وتأسيس بيئة صالحة للعيش في سوريا وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي من ثم إعادة اللاجئين السوريين بدون “عنصرية وتمييز”.
ومع استمرار هذه الحملات والدعوات والتصريحات الداعية إلى إعادة اللاجئين السوريين، ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الترحيل، وفق ما أكده حقوقيون مطلعون.
ومع اقتراب موعد انتخابات 2023 في تركيا، تواصل الأحزاب المتنافسة التحضير لحملاتها الانتخابية، فيما يبدو أن ملف السوريين بين أكثر الملفات التي تتبناها هذه الأحزاب.
ولم تتوقف حالات الترحيل منذ أن تركز الاهتمام على ملف اللاجئين السوريين بجانب إعادتهم، حيث تزايدت حالات الاحتجاز والترحيل خلال الأسابيع الماضية، ويأتي هذا تزامنا مع الاقتراب من موعد الانتخابات الرئاسية.
وبالأمس الأثنين، كان قد تعرض 25 لاجئا سوريا للترحيل بعد أن دخلوا الأراضي التركية وتم اعتقالهم قرب ولاية كيليس، ليتم تسليهم إلى مديرية الهجرة ومن ثم ترحيلهم عبر معبر أونجو بينار المقابل لمعبر باب السلامة الحدودي.