من المتوقع أن يُطفئ معمل الزهراني محرّكاته ظهر غد الجمعة بعد نفاد الفيول في منشآته ليصبح لبنان مهددا من جديد للدخول في العتمة الشاملة بعدما كان التيار الكهربائي متوافر لساعات قليلة في المرافق العامة الأساسية في الدولة.
وإلى الآن لا شيء واضح بالنسبة لشحنات الفيول أويل العراقي، وما إذا كانت ستصل إلى لبنان أول شحنة منها قريباً، بعد تمديد الاتفاق مع الجانب العراقي لتزويد لبنان بالفيول لمصلحة مؤسسة "كهرباء لبنان".
وتشير مصادر في معمل الزهراني إلى أنّ المعمل سيتوقّف عن العمل نحو 20 يوما في انتظار وصول الشحنة الأولى من الفيول العراقي الذي كان يؤمّن نحو 3 ساعات من التغذية غير المستقر.
كما تشير مصادر أخرى في مؤسسة الكهرباء إلى أنّ لبنان لم يتبلّغ بعد موعد وصول أي شحنة فيول، وتالياً فإنّ البلاد ستدخل في العتمة الشاملة من غد الجمعة.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد سبق وأعلنت في بيانها الصادر في 3 آب الماضي انّها ستعمد إلى اتخاذ إجراءات احترازية لإطالة فترة الاستفادة من الفيول المتبقي لديها، وحدّدت يوم 25 آب موعداً نهائياً لتوقف إنتاج الطاقة الكهربائية، في حال لم يتمّ توريد أي شحنة غاز أويل لصالح المؤسسة خلال شهر آب.
ورغم الجو الايجابي الذي أسّس له الإعلان عن موافقة العراق على تمديد تزويد لبنان بـ"الفيول" اللازم لمؤسسة «كهرباء لبنان» لمدة عام، الّا انّ أي باخرة محمّلة بالفيول العراقي لم تبحر بعد باتجاه لبنان.
وقبل أسبوعين، قرّر العراق أن يجدّد عقود توريد الفيول إلى لبنان لزوم معامل الكهرباء من دون زيادة الكمية وإبقائها ضمن مستوى مليون طن في السنة.
ونتجت أزمة الكهرباء الحاليّة عن تقاطع عدّة عوامل. فتقادم المعامل وتهالكها، قلّص قدرة الشبكة الإنتاجيّة القصوى إلى حدود 10 ساعات يوميًّا فقط. واستنفاد احتياطات المصرف المركزي، وحالة التعثّر التي تصيب الميزانيّة العامّة، إلى جانب عدم تأمين المحروقات اللازمة لتأمين التغذية من المعامل، حتّى ضمن حدود قدرة الشبكة الإنتاجيّة. ولذلك، باتت مؤسسة الكهرباء غير قادرة على تشغيل معاملها على الإطلاق.