هل هناك صراع إماراتي سعودي على نفط اليمن؟

كتب ناصر العابد – وكالة أنباء آسيا

2022.08.24 - 09:53
Facebook Share
طباعة

 يتغنى إعلام الحركة الحوثية بما يسميه" قتال الظالمين للظالمين" في شبوة، وللحوثيين الحق بالاحتفاء بهكذا معارك بين أعدائه الذين يمثلون محلياً قوى داعمة لكل منهم. لكن لا يخفي على أحد أن الإخوان المسلمين في اليمن بما يطلقونه على أنفسهم من أسماء هم ويا للغرابة يصرون على أنهم " أداة سعودية في الحرب الدائرة الآن في شبوة" لكنهم في الواقع بنظر السعودية " أداة يمكن أن تتخلى عنها الرياض لأنه ولائهم ليس مضمونا وهم يوالون السعودية تاريخيا في اليمن لا في شبوة فقط، لكن محمد بن سلمان لا يثق بالاخوان ولو قالوا لا إله الا الله خصوصا وأن قيادتهم الدولية أقرب الى قطر.
وللسعودية على الأرض قوى تمثلها أشد ولاء لها من حزب الاصلاح الاخواني بالتالي الصراع في شبوة ليس في الواقع حربا إماراتية سعودية على النفوذ بل تنفيذ بالنار لما تراه كل من السعودية والامارات حصتها من الكعكة الاماراتية.
فالصراع المندلع منذ أسبوعين، بين المرتزقة الموالين لأبو ظبي، وتلك التابعة لحزب الإخوان اليمني المعروف بحزب «الإصلاح» من جهة أخرى، لا يمكن أن يمثل تضاربا جذريا في المصالح بين الامارات والرياض وها هي السعودية بإشارة من ضباطها الى قادة المرتزقة اليمنيين المنتصرين في شبوة أعادتهم الى حيث تريد. بل أخرجتهم من حقول نفطية تهم السعودية في شبوة نفسها.
وكانت قوات ما يسمى ميليشيات «العمالقة» قد تقدمت بإتجاه حضرموت بعدما سيطروا مع حلفائهم على شبوة وعلى أبين. لكن الكرت الأحمر السعودي أبعدهم عن حضرموت وبالتالي عن محافظة المهرة أيضا وهما ما يفترض أنه من حصة السعودية في اليمن وليسا من مناطق نفوذ القوات المحسوبة على الإمارات.
وكان مرتزقة أبو ظبي فيما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي»، قد أعلنوا يوم أمس الثلاثاء عما أسموه عملية «سهم الشرق» للسيطرة على محافظة أبين وتأمينها من «الجماعات الإرهابية» و«الحوثيين». لكن الهدف الحقيقي، بحسب ما يقول متابعون، هو السيطرة على كامل المحافظة وإخراج «قوات محور أبين»، ومن ضمنها ألوية الحماية الرئاسية التابعة لعبد ربه منصور هادي، منها، وهو ما حصل ليل أوّل من أمس، مع دخول تشكيلات «الانتقالي» إلى مواقع القوات المُشار إليها من دون مواجهات، بعد الاتفاق على بقاء الميليشيات المحسوبة على «الإصلاح» في مواقعها، وانتشار تلك التابعة لـ«الانتقالي» على طول الخطّ الساحلي والخطّ الرابط بين أبين وشبوة وعدن. وتبدو هذه التحوّلات المتسارعة خارجة عن إرادة الأطراف المحلّية المتصارعة، فيما تصبّ نتائجها في مصلحة الرياض وأبو ظبي حصراً. وعلى رغم ردّ فعل حزب «الإصلاح» العسكري والسياسي لتلافي نهايته المحتومة الا أن دوره إنحسر كثيرا في هذه المعارك ليصبح ما يسمى الانتقالي التابع للإمارات (عدو الاخوان اللدود) هو الاقوى في المحافظات الثلاث.
في سياق متصل يواجه اليمن أزمة اقتصادية وتجارية خانقة بسبب الأحداث الجارية في شبوة والمناطق الشرقية من البلاد.
وتتأثر طرق النقل التجاري بالمعارك في شبوة حيث أن منفذ العبر الوديعة في حضرموت كان مغلقا تقريبا طوال الاسابيع الماضية وكذا المنافذ البرية في محافظة المهرة حيث أصبحت منذ أسبوع غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر بسبب الأحداث العسكرية التي توسعت إلى هذه المناطق والطرقات التي تشكل أهمية بالغة في النقل التجاري الداخلي بين جميع المحافظات اليمنية.
في هذا الوقت، يشكو تجار في شبوة من تعرض محلاتهم ومخازنهم للنهب والسلب على يد مسلحي الطرفين المتحاربين (العمالقة والاخوان على حد سواء)
وإشتكى مدنيون في شبوة في اتصال مع وكالتنا من الأحداث حيث يتعرض المدنيون لاعتداءات إدت لمقتل تجار وأصحاب مصالح واصحاب منازل دخلها المسلحون بهدف السلب والنهب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8