دولة الإحتلال هي عبارة عن جيش يأتمر بأوامر مجموعة نفوذ تسمى الدولة العميقة ، يتبع له مجموعة من المصانع العسكرية، ويوظف هذا الجيش ملايين المستوطنين كشعب ويشغل بعضهم مناصب في الدولة. لذا لا يعين رئيس الوزراء رئيس الاركان في جيش الاحتلال الاسرائيلي بل من يعينه فعليا هو مراكز النفوذ في الدولة العميقة.
العرب بشعوبهم وقادتهم يجب أن يهتموا بمن يشغل هذا المنصب لأنه رأس عصابة القتل والاجرام في كيان الاحتلال. وأول من سيتعرضون للقتل بحسب الاسلوب المميز لكل رئيس أركان هم الفلسطينيون لذا يجب ان يهتموا أكثر من غيرهم بهذا المنصب. فما الجديد في إسرائيل حول تعيين رئيس جديد للأركان؟؟
رئيس هيئة الأركان في الكيان هو بمثابة صلة الوصل بين المؤسسة الأمنية والمؤسسة السياسية، وتقع ضمن صلاحياته قضايا استراتيجية ذات بعد مهني غاية في الأهمية مثل: وضع ميزانيات للجيش، والتشبيك مع مؤسسات الدولة الأخرى، ووضع استراتيجيات عمل قد تكون لها تبعات مباشرة على مؤسسات دولة أخرى. على سبيل المثال، فإن التحدي الأبرز أمام أي رئيس أركان جديد ليس الصراع مع الفصائل المقاومة في غزة ولا التهديد المتصاعد من الضفة لأمن الكيان فقط. هناك قسم للتخطيط من الاقسام المستجدة أضافته القيادة العسكرية الاسرائيلية الى تابعية رئاسة الاركان ويتعلق بـ مواجهة التهديد السيبراني الإيراني من خلال وضع خطة استراتيجية قد تنعكس على دوائر مختلفة في الجامعات الصهيونية من جهة التخصصات، وطبيعة الخريجين الذين يرغب الجيش بأن يراهم بعد نحو 3-5 سنوات.
حسب القانون، يقوم وزير الدفاع بترشيح شخصين أو ثلاثة لشغل المنصب الجديد لرئاسة هيئة الأركان، ثم بعد مشاورات مع كل مرشح، يستقر رأي وزير الدفاع على مرشح واحد يُرفع اسمه إلى الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه. هذا في الظاهر، لكن في البعد الحقيقي للأمور، وزيرالدفاع يعين من تراه دوائر الدولة العميقة أهلا للمنصب.
معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي، كان قد نشر بحثا قال فيه أن هناك قدرة لدى رئيس هيئة الأركان على دفع الحكومة الإسرائيلية كلها نحو التصعيد العسكري. في الوقت نفسه، يمكن لرئيس هيئة الأركان أن يكبح جماح الحكومة الإسرائيلية ويمنعها من التصعيد الذي قد يكون مدفوعاً بأسباب سياسية حزبية (هو الدور الذي لعبه غابي أشكنازي، على سبيل المثال، في ما يتعلق بنيّة حكومة نتنياهو مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في العام 2010).
كما أن رؤساء أركان سابقين لعبوا دوراً رئيساً في تهيئة الساحة السياسية والرأي العام لعمليات سياسية مثل موشيه ليفي في دعمه لانسحاب الجيش من لبنان عام 1985، أو أمنون ليبكين- شاحك في دعمه لتحركات أوسلو في منتصف التسعينيات.
خيارات دولة الاحتلال الحالية:
الخيار الاول هو تمديد فترة رئيس هيئة الأركان الحالي، أفيف كوخافي، لعام رابع وهو أمر يتيحه القانون. بيد أن هذا السيناريو قد يعني أن تعيين رئيس أركان جديد سيحل بعد عام واحد وبالتحديد خلال فترة ولاية الحكومة الإسرائيلية القادمة (بعد انتخابات تشرين الثاني 2022)،
الخيار الآخر هو تعيين رئيس أركان فورا والاوفر حظا هو هرتسي هليفي، وهو صاحب الحظوظ الأكبر في التعيين حسب الإعلام الإسرائيلي الا أن أسم أيال زامير مطروح أيضا في الاوساط الاسرائيلية.
من هو هليفي؟؟
هليفي المولود عام 1967، في مدينة القدس، يعتبر من أهم الضباط الحاليين في الجيش الإسرائيلي وحاصل على ماجستير من جامعة الأمن القومي في واشنطن، ومتزوج من حفيدة الحاخام كوك الابن، الزعيم الروحي للصهيونية الدينية.
مهام رئيس الأركان:
رئيس الاركان مسؤول عن قيادتين: القيادة الأولى هي "العمليات التنسيقية" وتضم: رئيس قسم العمليات، ورئيس قسم التخطيط، ورئيس قسم الاستخبارات، ورئيس قسم التعبئة والحماية، ورئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات، ورئيس قسم الموارد البشرية. أما القيادة الثانية، القيادة التنفيذية الموحدة، فتضم قادة أسلحة الجو، والبحر، والجبهة الداخلية، المظليين، والمدرعات، والمدفعية، والهندسة، والاستخبارات، واللوجستيات، والتعبئة، والتسليح، والطب، والموارد البشرية، والشرطة العسكرية، والتربية، والمشاة، بالإضافة إلى الحاخام الأعلى للجيش والمنسق (منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة)، وآخرين.
بناء على ما سبق، يمكن القول أن مزاج الحرب أو اللاحرب يتعلق في إسرائيل بالطبيعة العدوانية للكيان لكن تقدير المصلحة في الحرب من عدمه يمكن ان يساهم في تقريره رئيس الاركان أكثر مما تفعل ذلك الحكومة مجتمعة.