خفايا الاحزاب الاسرائيلية قبل انتخابات 2022(ح1): الليكود

بلال بلبيسي- رام الله – وكالة أنباء آسيا

2022.08.24 - 09:44
Facebook Share
طباعة

 إنتهت الصراعات الشخصية في حزب الليكود الى نتيجة حاسمة هي خروج كل المنافسين لبنيامين نتنياهو من ساحات الحزب الى خارجه او الى هوامش الحزب دون عضوية فاعلة. والسبب واضح وهو سيطرة رئيس الوزراء السابق على كواد الحزب الناخبة من خلال تعيينات سابقة كان حريصا على تأمينها لرجالاته في الحزب فكانوا اوفياء له.
لكن الحزب دون أقطاب، وصار يستحق لقبا آخر غير حزب اليمين التاريخي، اذا من الافضل اطلاق اسم حزب بنيامين نتنياهو عليه لان الامر اصبح عبارة عن زعاة لرجل سياسة شغل منصب رئيس الوزراء لسنوات طويلة وفشل كثيرا في السياسات الداخلية والدولية وفوق ذلك هو متهم بالفساد ويجري محاكمته على تلك التهم التي على الاغلب سيدان باغلبها لكنه رغم كل ما سبق بقي سيد اللعبة في حزبه الشخصي فصار هو الحزب والحزب هو.


ماذا في التفاصيل؟؟
بات بالإمكان القول بشكل حازم إن حزب الليكود بات “حزب الرجل الواحد”، وتحول رجال الحزب الاقوياء من المنافسين على الزعامة الى خبر كان. فالوزير الصهيوني السابق يسرائيل كاتس، كان يلقب بـ “رجل التنظيم القوي في الحزب”. إلا إن الانتخابات الداخلية أظهرت أنه لا رجل تنظيم ولا قوي. فهو كان يتبوأ دائما واحدا من الأماكن الأربعة الأولى في القائمة الانتخابية للكنيست عن حزبه، وحلّ الان وفقا للانتخابات الداخلية في المركز الـ 12. أما رئيس الكنيست الأسبق يولي إدلشتاين، الذي كان قد حلّ في المكان الأول بعد نتنياهو في الانتخابات السابقة، فقد حلّ الآن في المركز الـ 18. في حين أن الرئيس السابق لبلدية القدس، نير بركات، حلّ في المركز الثامن. هؤلاء الثلاثة كانوا الاسماء الابرز لخلافة نتنياهو لو أن تهم الفساد أطاحت بمستقبله السياسي لكن زمن الشفافية والنزاهة المدعاة في الكيان قد ولى وصارت تهم الفساد أمراً لا يعيب السياسيين بنظر الناخبين.
يبقى أن لـ نير بركات قدرات مالية ضخمة جدا، وهو من أثرياء إسرائيل، وقادر على أن يجند أموالا في حملاته الانتخابية وقد لا يتمكن نتنياهو من التخلص منه بسهولة.
تقارير الإعلام الإسرائيلي كانت قد نشرت مقولات منسوبة ل نتنياهو تزعم أن هناك مؤامرة لضمان 7 نواب في الكتلة البرلمانية التي ستكون بعد الانتخابات، كي يشكل المعارضون لبنيامين تكتل داخل كتلة الليكود، لينشقوا عنه، في حال نشأ وضع لا يستطيع فيه نتنياهو تشكيل حكومة، إذ إن قانون الكنيست يجيز لسبعة نواب الانشقاق عن الكتلة، حتى لو لم يشكلوا نسبة 33% من أعضاء الكتلة الأساسية.


وقد يكون نتنياهو اختلق هذه الفرضية ليحرّض على كل واحد فكّر في تولي رئاسة الليكود مستقبلا، وهذا ساهم أيضا في دحر النواب الثلاثة السابق ذكرهم، لينضموا الى قائمة لم تعد قليلة من أسماء الليكود البارزة التي عمل نتنياهو على تصفيتها تدريجيا منذ أن عاد إلى رئاسة الحكومة في العام 2009. وسيطر على المقاعد الأولى من هم الأكثر التصاقا بشخص نتنياهو، أولهم النائب ياريف ليفين، الرئيس السابق للكنيست، وبعده إيلي كوهين، حديث العهد في الليكود، ويليه يوآف غالانت، صاحب أعلى رتبة عسكرية (لواء) في كتلة الليكود، وكاد ذات يوم أن يكون رئيس هيئة أركان، وفي المرتبة الخامسة دافيد أمسالم، الشهير بفظاظته، وكل أسماء العشرة الأوائل في القائمة تؤكد زوال حتى الجيلين الثاني والثالث في حزب الليكود، وأن 9 من العشرة الأوائل في القائمة، هم من الأكثر قرباً لنتنياهو وعائلته.
ولفتت صحيفة “هآرتس” إلى أن غالبية متصدري القائمة، وعمليا المرشحين لتولي حقائب وزارية كبيرة، هم ممن لديهم صوت عال من أجل استكمال الانقلاب في جهاز القضاء، لصالح اليمين المتشدد، وبشكل خاص فيما يتعلق بهيئة القضاة في المحكمة العليا، التي قد يلجأ لها نتنياهو في المستقبل القريب ليستأنف الحكم الذي سيصدر ضده، في حال صدر، في المحكمة المركزية.
وكتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” سيما كدموند عن انتخابات الليكود:”إنه حدث درامي ضخم لتغيير الحمض النووي (دي إن إيه) لحزب الليكود، ليس عن طريق الانقسام، ولكن عن طريق استبدال قمة الليكود بأكملها في أقل من ثلاث سنوات، من الانتخابات التمهيدية إلى الانتخابات التمهيدية”. وأضافت:”اعتدنا على رؤية الأشخاص أنفسهم في القمة. يكفي إلقاء نظرة على واجهة عرض القائمة لفهم القصة كاملة. في الانتخابات التمهيدية قبل الأخيرة لليكود، كان يولي إدلشتاين وجلعاد إردان وجدعون ساعر ويسرائيل كاتس وميري ريغف على رأس القائمة. والآن لا يظهر أي من هؤلاء في الخمسة الأوائل. إدلشتاين، مأساة بحد ذاته، هبط من المركز الأول مباشرة إلى المركز الثامن عشر. لا يُذكر شيء من هذا القبيل في تاريخ الانتخابات التمهيدية. إن أولئك الذين أرادوا الليكود القديم، الليكود الكلاسيكي التقليدي، تأكدوا أنه ليس هو. بينما نتنياهو محاصر فعلا في الدوامة التي خلقها، فلقد أطلق بالفعل كل العفاريت من الزجاجة. والليكود تغير بالفعل بطريقة حقيقية”. وختمت كدموند: “يمكن القول إن نتنياهو نجح. حصل على قائمة موالية له وستدعمه في جميع القوانين التي يريد تمريرها بعد الانتخابات، والتي ستدعمه. لكن المشكلة هي أنه نجح في وقت مبكر جدا. ففي هذه المرحلة، لا يريد أن يقدم للجمهور حزبا وجهه دافيد أمسالم. وهذا هو بالضبط التحدي الذي سيواجهه الآن، كل من يناقش ما إذا كان سيصوت لليكود، سيتطرق لأمسالم الذي حل خامسا في القائمة، الرجل الذي كان أسلوب حديثه يُعد هامشيا ومتطفلا وأصبح الآن واحدا من قادة القائمة”.


مستقبل “بيبي” مهدد!
بحسب الاستطلاعات التي تظهر تباعا، فإن نتنياهو على حافة تشكيل حكومة ضيقة بعد الانتخابات المقبلة، وفي حال نجح بها، فإن عمر هذه الحكومة من المفترض أن يكون أطول من الحكومتين الأخيرتين، ولكنها ستكون لأول مرّة حكومة ترتكز بداية على 4 أحزاب، وأكثر من نصف الائتلاف لحزب الليكود، وكل هذا حسب الاستطلاعات التي قد تنقلب لاحقا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1