أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو غضب المعارضين السوريين في تركيا معتبرين ان تركيا قد تخلت عنهم وخذلتهم وتراجعت عن وعودها لهم.
وقال الوزير التركي قبل قليل انه" منذ زمن بعيد يطلب بوتين ومسؤولون روس ترتيب لقاء بين الرئيس أردوغان و بشار الأسد، وكان جواب رئيسنا سيكون هناك فائدة للقاء أجهزة مخابراتنا مع بعضها البعض"
وكشف عن محادثة "قصيرة" أجراها مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد.
وأكد انه "يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف" مشيرا الى " اننا نقوم بهذه العمليات لتطهير هذه الأراض من الإرهابيين الذين لديهم أجندة محددة في سوريا، وهدف أستانا هو حل هذه المشكلة، وطريق هذا الحل يمر عبر الحوار الدبلوماسي، نحن بحاجة إلى أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان بطريقة ما، خلاف ذلك ، لن يكون هناك اتفاق".
ولفت الوزير التركي انه "لقد مرت 11 سنة حتى الآن، ومات الكثير من الناس، والكثيرون غادروا بلادهم، ويجب أن يعود هؤلاء الناس إلى بلادهم، لهذا يجب أن يكون هناك سلام دائم، لا أحد يريد المساعدة في إعادة الإعمار دون أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وسنكثف عملنا في هذه القضية"
وقال مؤكدا "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم".
وأثار التصريح غضب وسخرية المعارضين السوريين اللاجئين في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر أحد الناشطين أن "الخط الاحمر صار اصفر".
وقال آخر: منذ بداية الثوره ونحن نلاخظ اي حدث بالعالم يصب في مصلحة النظام حتى لو الحدث على المريخ ، وهذه التطورات نتاج الحرب الاوكرانيه الروسيه التي تفائلنا بها خيراً انقلبت لمصلحة النظام"
وقالت ناشطة ساخرة: " اصلا انتو ليش زعلانين اذا تصالحو بنرجع بنفوت بالهوية السورية لهون" بالاشارة الى تركيا.
وكتب آخر: " مصلحة الحكومات فوق كل المهاجرين والمظلومين ونقطة انتهى"
ويرى الباحث عبد الله النجار، وهو ضابط أمن سياسي سابق، إن التعاون أو التواصل الاستخباراتي بين الدول لا ينقطع حتى في حالات الحروب، ضمن إطار العمليات العسكرية، أي أنه إذا أراد الطرفان التفاهم على نطاق عمليات عسكرية محددة، أو وقف العمليات العسكرية القائمة، أو إخلاء سبيل الجرحى والقتلى، أو في حال ملاحقة التنظيمات الإرهابية التي يناصبانها العداء.
ويجب أن يبقى هناك خط ساخن بين الدول، ولكن هذا لا يعني أن هناك علاقات سياسية أو اقتصادية قائمة بينها.
وأكد أن التواصل الاستخباراتي بين كل من تركيا والنظام وكل دول الإقليم لم ينقطع في الأساس.
وجه نشطاء محليون في إدلب شمال غربي سوريا مساء اليوم الخميس دعوات للخروج في مظاهرات غداً الجمعة في عموم مناطق الشمال السوري، تنديداً بالتصريحات التركية التي تدعو لإجراء مصالحة بينالحكومة السورية والمعارضة.
وأفاد نشطاء في إدلب بأن الدعوة لخروج المظاهرات جاءت عقب التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية التركي “تشاووش أوغلو”
ووفقاً لنشطاء فإن المظاهرات ستنطلق بعد ظهر غداً الجمعة 12 آب/ أغسطس ومن المرجح أن تخرج أمام نقاط المراقبة التركية وفي الساحات العامة للتعبير عن الرفض الشعبي لإجراء مصالحة مع الحكومة السورية وللتنديد بالموقف التركي الذي بات مؤخراً يذهب باتجاه “التطبيع العلني” مع النظام السوري، بحسب وصفهم.
وبدوره أصدر ما يسمى “الحراك الثوري لريف حلب الشمالي” مساء اليوم الخميس بياناً دعا فيه المدنيين للخروج غداً الجمعة في مظاهرات تنديداً بتصريحات “تشاووش اوغلو” حول إمكانية المصالحة مع النظام السوري