موقف "تحـ ـريـ ـر الشـ ـام" من مقتل "الظـ ـوا هري"

اعداد سامر الخطيب

2022.08.06 - 09:25
Facebook Share
طباعة

 حاولت “هيئة تحرير الشام” الارهابية (النصرة سابقا – فرع القاعدة في سورية) إخفاء موقفها الرسمي حول مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي “ايمن الظواهري” بغارة أمريكية في أفغانستان الأثنين الماضي، إلا أن بعضا من قيادات “الهيئة” نعته على حسابتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. كمان اعتبر المئات من عناصر “تحرير الشام” اغتياله كارثة في مستقبل الفصائل "الجهادية" في العالم الإسلامي وفق وصفها.
قال الشرعي العام لـ “هيئة تحرير الشام” المعروف باسم “عبد الرحمن عطون”، على قناته الرسمية في تطبيق “تلغرام”، “رحم الله الشيخ أيمن الظواهري وتقبّله، ورفع درجته في المَهديّين، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا…إلخ”.
وفسر ناشطون عزاء عطون على مقتل أيمن الظواهري، انه كشف عن وجه الهيئة بشكل صحيح وواضح، حيث يعتبر العزاء بمثابة بكاء على مقتل المرجعية الأولية لجميع من يحمل فكر التيار التكفيري الإرهابي في سوريا.
وأضاف الناشطون، أن “العزاء لم يكن فقط من عطون، بل هناك آلاف الحسابات والمعرفات القريبة من هيئة تحرير الشام، نعت مقتل الظواهري، حيث تداولت تلك الحسابات منشورات على منصة فيس بوك تضمنت رحل قائد الحراك الجهادي في العالم الإسلامي”.
لماذا لم تصدر بيان رسمي؟
قال الباحث في شؤون الجماعات المقاتلة أحمد أبازيد إن “تحرير الشام لم تصدر بيانا رسميا بالتعزية بأيمن الظواهري، وما صدر من تعزيات فردية كان لحفظ ماء الوجه أمام الكوادر الشابة المقتنعة بأن الهيئة فصيل جهادي”.
وأشار أبازيد إلى أن “هذه التعزيات المحدودة تجنبت الحديث عن أمريكا بالسوء، وحافظت الهيئة على تعزيات محدودة محسوبة المخاطر حرصا على عدم إثارة انتباه البنتاغون”.
لم تنقطع محاولات قائد "هيئة تحرير الشام" احمد الشرع الملقب بـ "الجولاني" لتسويق نفسه وفصيله كجزء من الحل السياسي في سورية، حيث كثّف، في الآونة الأخيرة، توجيه الرسائل للمجتمع الدولي لنفي تهمة الإرهاب عن الهيئة، التي تسيطر على أجزاء واسعة من محافظة إدلب ومحيطها في الشمال الغربي من سورية.
وكان قد نشر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” مقالًا ذكر فيه أسباب وصعوبات عدم إمكانية شطب وإزالة “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في عدة مناطق شمالي سوريا من قائمة “الإرهاب”.
وقال الباحث في الجماعات التكفيرية في شمال إفريقيا وسوريا، هارون زيلين وهو زميل “ريتشارد بورو” في معهد “واشنطن”، إن هناك ثلاثة أسباب لعدم احتمال إلغاء “الهيئة” من قائمة “الإرهاب” في أي وقت قريب، رغم تغيير سياساتها.
وتلخصت الأسباب التي وصفها الباحث بأنها خارجة عن إرادة “الهيئة”، بالأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، والاعتبارات السياسية لوزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، والجمود المؤسسي العام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8