لم تكن حرارة تموز في السويداء أشد فتكاً من نار الرصاص التي قتلت نحو 27 شخصاً وأصابت 36 آخرين بجروح بالغة، بفعل الاشتباكات والحوادث التي شهدتها المحافظة خلال الشهر الفائت.
وبالعودة لمطلع الشهر الماضي، فقد بدأت الحوادث بمقتل جندي من الجيش السوري بهجوم مسلح مجهول الهوية على حاجز النقل غربي مدينة السويداء، بعد مهاجمة ملثمين للحاجز وإطلاق النار على الجندي "ب، ح" بعد فشل عملية اختطافه.
المدنيون ليسوا بمنأى عن آلة القتل، فقد توفي نحو 6 أشخاص مدنيين بحوادث متفرقة في المحافظة بين المدينة والريف، ومنهم سيدة تعرضت للطعن من قِبل زوجها في بلدة مردك، وسيدة أخرى لقت نفس المصير على يد زوجها بعد خلافات عائلية، وشابين اثنين قتلا على يد مسلحين ملثمين عند اطراف المدينة.
وفي جريمة قتل بدأت بجرم سرقة، قضى الشاب "هلال، ر"، على يد مجهولين سرقوا منه مبلغاً مالياً وحينما حاول مقاومتهم قاموا برميه بالرصاص المباشر على أنحاء متفرقة من جسده، وذلك عند الطريق الدولي على أتوتستراد السويداء درعا.
وفي ظروف غامضة، قتل الشاب "باسل، خ"، قرب دوار العمران في مدينة السويداء، ووجد جثة هامدة تتضح عليها آثار رميات نارية دون معرفة الأسباب والفاعلين، ما أدى حينها لاستنفار عائلته والتوعد بالثأر ومكافأة من يخبر عن القتلة دون جدوى حتى تاريخه.
وسط هذه الأحداث، طالب الوجهاء وزعماء العشائر في السويداء بضرورة ضبط الوضع الأمني وضبط النفوس لتفادي تكرار حوادث تموز الأليمة كما وصفوها، محذرين من نزيف الدم الذي لم يتوقف منذ حوالي شهرين ونصف الشهر ما أدى لخسارة خيرة الشباب في المحافظة وفق قولهم، مشددين على أهمية الوعي وعدم الانجرار وراء الفتنة التي تدمر الاستقرار في المحافظة بشكل عام.