انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا من الجامع الأموي في دمشق، تظهر مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس شبيهة بتلك التي يرتديها أتباع الديانة البوذية، وأثارت الصور التي تظهر مجموعة من الرجال والنساء وهم يمارسون طقوسا غريبة أثناء تجمعهم داخل الجامع، انتقادات شديدة.
وعبر رواد وسائل التواصل الاجتماعي، خلال اليومين السابقين عن غضبهم من الصور التي تظهر شخصا يمارس ممارسات روحية غريبة عن الثقافة السورية داخل الجامع الأموي في دمشق.
وبحسب ما تناقلته الصحف المحلية، فإن دادا أتمان، هو مؤسس وزعيم الطائفة الروحية التي أسسها لنفسه، ونشر صورا له مع العديد من السيدات في “الجامع الأموي” قبل أن يحذفهم بسبب الانتقادات الشديدة التي تلقاها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب المتداول، فإن دادا أتمان واسمه الحقيقي علاء القاضي، هو من أبناء محافظة السويداء في جنوب سوريا، أمضى عدة سنوات في الهند وتلقى تعاليمه فيها، وأسس طائفة روحية منذ قرابة ثلاثة أعوام، ويعتبر الأب الروحي لها.
وبعد عودته، نظم القاضي الكثير من النشاطات الروحية في سوريا خلال السنتين الماضيتين، عبر نشر تسجيلات مصورة عمل خلالها على نشر تعاليم طرق “اليوغا” والمعتقدات التي تحملها طائفته “مانترا كونية”.
تعرف الطقوس التي يؤديها دادا أتمان بـ “المانترا الكونية”، وهي عبارة عن تعويذات سمعية أو مكتوبة ومعناها “حرية الروح” أو “تحرير الروح”.
والتأمل مع المانترا بحسب موقع “يوغا بلا حدود”، هو أحد أقوى الطرق لتهدئة تقلبات العقل. التي تتيح للوعي والهدوء أن يتحول بسهولة إلى داخل الجسد.
ويؤدي رواد المانترا هذه الطقوس، “عندما يكون لديهم الكثير من الأفكار التي تبدو وكأنها تدفعهم إلى الجنون، فممارسة المانترا هي شكل فعال من أشكال التأمل التي يمكن تنفيذها خلال تلك الأوقات التي يشعر فيها الشخص بالاكتئاب أو الارتباك أو لديه الكثير من أنماط التفكير السلبية”.
ومن أجل الترويج لطقوسه وأفكاره، يقوم دادا أتمان، بالترويج لنفسه على أنه “معلم يوغا”، ولكن أتباعه بدلا من ذلك ينخرطون في رقصات وهتافات غنائية يعتبرونها “تجارب روحية”.
وبحسب ما نشره دادا على صفحته الشخصية على “الفيسبوك”، فقد قام بنشاطات مماثلة في صحنايا وجرمانا، بالإضافة إلى فعاليات أخرى في اللاذقية وأخرى في محافظة السويداء، وفي ريف حماة وطرطوس، استمرت لمدة عشرة أيام، قبل تنفيذها في الجامع الأموي.
كما تشير روايته إلى أنه قام بطقوس وأعمال مماثلة خارج سوريا، من ضمنها منطقة صوفر اللبنانية وأخرى في أربيل بإقليم كردستان العراق، وأماكن أخرى.
جامع بني أمية الكبير، ويعرف اختصاراً بالجامع الأموي، هو المسجد الذي أمر الوليد بن عبد الملك بتشييده في دمشق، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما يُعد واحداً من أفخم المساجد الإسلامية، وأحد عجائب الإسلام السبعة في العالم.
يحتوي الجامع على مدفن جسد يوحنا المعمدان -النبي يحيى- نسيب المسيح، ولم يبقَ من آثاره المسيحية سوى جرن العماد ونقش باليونانية في مدح المسيح على أحد الجدران. كما يحوي المسجد أيضاً على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن علي حين حُمل إلى دمشق. وأُلحق بالمسجد مقبرة تضم رفات صلاح الدين الأيوبي.
احترقت أجزاء من الجامع ثلاث مرات: الأولى عام 1069م، والثانية على يد تيمورلنك عام 1400م، والثالثة عام 1893م. وكانت آخر عمليات الترميم في العصر الحديث عام 1994م.
ولعل تحول الجامع من معبد في العهد الروماني إلى كنيسة مع الزمن ثم إلى صورته الحالية على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 86 هجري، جعل منه رمزا لتآخي الأديان عبر احتضانه في أرجائه مراقد مقدسة لرموز دينية تشكل سببا إضافيا لزيارته، إضافة إلى القيمة الأثرية التي يمثلها.