تعاني الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان في حلب من التلوث البيئي الكبير، الذي يسبب الموت، بسبب ضعف الخدمات في المدينة وتقصير مجلس المحافظة. وتعاني الاحياء الشعبية في حلب كأحياء صلاح الدين والأنصاري والسكري والشعار، بالإضافة إلى منطقة الجميلية وسط المدينة، من ضعف الخدمات بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها.
بين الحين والآخر يطالب سكان الاحياء الفقيرة المعنيين بالقيام بالمهام الموكلة إليهم سيما في مجالات النظافة وإزالة النفايات، حيث يؤكدون أن سيارات جمع القمامة نادرا ما تزور هذه الأحياء، كل أسبوع أو عشرة أيام، مما يؤدي إلى انتشار القمامة على جانبي الشوارع الرئيسية والفرعية وفي الأسواق، والميادين وغيرها من الأماكن التي توضع فيها الحاويات.
ونقلت صحيفة “البعث” المحلية، شهادة أحد سكان صلاح الدين، التي اكدت ان الأوضاع لا تطاق لأن القذارة تملأ المكان، كما أن الروائح الكريهة تأتي من مركز النفايات نتيجة لتزايد الحرارة.هذا الوضع ينطبق أيضا على حي السكري الذي يعاني من فوضى خدمية، بسبب جامعي مخلّفات الحاويات والذين يعبثون بالنفايات، وتداخل الحيوانات والأغنام، وانتشار بقع المياه الملوثة وتدهور الأرصفة والطرق والمرافق العامة.
يناشد قاطني أكبر أحياء مدينة حلب الذين يشعرون بالقلق مجلس المدينة، ومديريات الخدمات المعنية لاتخاذ إجراء سريع من خلال إزالة القمامة ورش هذه الأحياء بالمبيدات الحشرية.نائب رئيس مجلس مدينة حلب، المهندس أحمد رحماني، أكد في حديثه للصحيفة، أنه سيحقق في الشكاوى المقدمة من المواطنين، مطالبا بالتعاون والالتزام بالمواعيد النهائية للتخلص من القمامة ووضعها داخل الحاوية بدلا من وضعها بجوار الحاوية، ولفت إلى أن مديريات الخدمات تعمل بكامل طاقتها رغم نقص الكوادر وعمال النظافة بشكل خاص.
وأوضح المهندس رحماني، أن برنامج رش المبيدات يجري بشكل منتظم ويغطي جميع الأحياء فيما يتعلق بعمليات الرش، مضيفا “لكننا سنسعى إلى بذل جهود أكبر في المناطق المذكورة آنفا”.
ادت النفايات المنتشرة في الاحياء الى انتشار ظاهرة النبش في القمامة على نطاق واسع في عدة مدن سورية مؤخرا، حتى أصبحت مهنة شائعة غزت الشوارع ومجمعات القمامة بشكل كبير، حيث أصبحت الحاويات مصدر الرزق الوحيد لكثير من الأطفال والفقراء والمعوزين.
وتنتشر مهنة نبش القمامة في كل سوريا، وليس في منطقة محددة على وجه الخصوص، ويفضل البعض تسميتها “فرز للقمامة” لأن العاملين فيها ينتقون المواد الممكن بيعها واستثمارها، وتتم عملية نبش القمامة من خلال مجموعات يديرها أشخاص، ويعمل تحت أيديهم أطفال ورجال، يفرزون القمامة ويعطوهم إياها والرؤوس الكبيرة هي من تقوم بالبيع، حيث باتت تجارة .