على الرغم من وجود عشرات الاف المسلحين المنتمين لفصائل متفرقة في محافظتي حمص وريف دمشق، الا أننا لا نشهيد صراعات مسلحة فيما بينها. وعلى الرغم من قيام العصابات الاجرامية بعمليات خطف وقتل في اكبر المحافظات السورية سكانيا مثل حلب ودمشق، وكلتاهما تضمان مدنا مليونية إلا ان المواطنين هناك لا يشعرون بأنهم أسرى العصابات والمجرمين، ولا يشعر الدمشقي أو الحلبي بأنه يحتاج لدعم جهات مسلحة غير رسمية لتحميه.
الا في السويداء، مئات الاف السوريين الموالين للدولة، والمعادين للتنظيمات الارهابية هم أسرى منظمات إرهابية لا تختلف بتاتا عن تلك التي تقاتل الجيش وتقتل جنوده منذ عشرة أعوام لكن هنا في السويداء المواطن متروك وشأنه ودولته التي يتطلع اليها لتحميه تحتمي في السويداء بالعصابات إياها. فأي كارثة تسعى اليها دوائر النظام الحاكم؟؟
سؤال يؤرق المواطنين الصالحين الملتزمين بقيادة موحدة شرعية لسورية تتمثل برئيس لم ينادوا بغيره قائدا شرعيا للشعب السوري فلماذا تخلى القائد عمن يناصرونه؟
ولماذا يتعاطى الاعلام الرسمي واجهزة الدولة كافة مع السويداء وكأنها "دولة مستقلة معادية"؟؟
هذا سؤال مطروح بين الناس الذي هالهم أن يتحول فصيل عملاء اسرائيل المعروفين الى حامي حمى السوريين الدروز في المحافظة. فأي عار أن يسيطر عدة مئات من اعضاء عصابة تعتمد العصبية الطائفية الى حماة لمئات الاف المواطنين؟
الامر لا يتعلق فيما اذا كان " فلحوط" الدولة شرعي وعملاء اسرائيل غير شرعيين، فالطرفين بنظر المواطنين والقانون إرهابيين ورجال عصابات وما كان يفضله كل المواطنين في المحافظة هو حسما أمنيا وعسكريا يقمع العصابات المسلحة ويزيل نفوذ (زعران القرى والاحياء في المدن) وان لا يبقى في السويداء سوى سلطة الدولة الامنية من شرطة ومخابرات وقوات مسلحة.
فمتى سيتحقق ذلك؟؟
الواقع الان خطير جداً، فعصابة قاتلت عصابة وانتصرت عليها قامت بقتل أسرى العصابة المهزمة ولم يحرك أحد ساكنا خوفا ورعبا. ومسألة القتل هذه لم تستهدف العصابة المرضي عنها من المخابرات الحكومية بل استهدفت اولا وأخيرا ارهاب المواطنين غير الراضين عن توسع نفوذ كل العصابات وعلى رأسها عصابة رجال الكرامة المرتبطين بالتمويل والنفوذ الاسرائيلي والجنبلاطي.
والوضع الامني دفع حتى بالابواق الدينية والشرعية والوجهاء المحليين الى مباركة القتلة والى مديح السفاحين والارهابيين فهل هذا ما تريده الحكومة السورية لنصف مليون مواطن او يزيد؟؟
إن الدولة التي تعلن كل يوم نيتها إستعادة أدلب تتخلى عن محافظة اقرب اليها وليس فيها إحتلال تركي، فمن يصدق نية الدولة هناك ان لم تقدم الامن والواجب القانوني تجاه اسرى هم بمئات الالاف في السويداء؟؟
حان وقت الدولة فمتى ستعود لرشدها وتنقيذ السويداء يا حكومة؟؟