في خطوة جديدة تستهدف بها تركيا تحقيق أهدافها، أشارت تصريحات تركية بشكل غير مباشر إلى إلغاء العملية العسكرية، لكن في المقابل تسعى أنقرة لإيجاد بدائل أخرى لملاحقة (قوات سوريا الديمقراطية، “قسد”).
ولهذا قدمت أنقرة عرض لسورية بطريقة غير مباشرة، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش، الأربعاء الماضي، إن بلاده على استعداد كامل لدعم حكومة دمشق في مواجهة وحدات حماية الشعب/قسد، وهو ما يفتح الكثير من التساؤلات حول طبيعة الدور التركي في سوريا والنوايا الحقيقية للتواجد العسكري لأنقرة على الأراضي السورية.
ويشكل تصريح مولود جاويش رسالة تركية إلى الرئيس السوري بشار الأسد تتضمن رغبة مباشرة للأتراك بالتقارب مع دمشق مقابل مواجهة أو ضبط تحركات “قسد” سواء بالوسائل العسكرية أو السياسية.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تزايدت الصحفية التركية التي تتحدث عن عدة متغيرات في السياسية التركية التي قد تؤثر على شكل العلاقة مع دمشق، أولها خطة تركيا بإعادة أكثر من مليون لاجئ خلال الشهور القريبة القادمة، فضلا عن احتمالية تحسين العلاقات بين دمشق وأنقرة بوساطة دول إقليمية، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة التركية الحالية إلى التخلص من الأزمات الخارجية مع دول الجوار، وهو ما حدث في التقارب التركي مع كل من السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل.
وتسعى تركيا لاستغلال كل الأوراق المتاحة أمامها، وتوظيفها بما يخدم مصالحها داخل الأراضي السورية. فلا تضيع فرصتها داخل الأزمة الأوكرانية بعد الغزو الروسي، لكنها تعمل على استغلال أطراف الصراع لكسب أوراق جديدة لمصلحتها.