كواليس القبض على لونغو صندوق الداخلية التونسية الأسود

اعداد شيماء ابراهيم

2022.07.26 - 09:59
Facebook Share
طباعة

 سلط مصدر فرنسي في باريس الضوء حول أسباب تسليم الجزائر لرئيس المخابرات التونسية السابق، لزهر لونغو، إلى سلطات بلاده بعد أن فر هارباً للجارة الشرقية.
وقال المصدر إن "هذا الرجل المثير للجدل كان مقربا من رئيس الحكومة السابق، هشام المشيشي، وحركة النهضة". موضحاً أنه "تم عزل لونغو- ضابط الأمن- الذي شغل منصب رئيس المخابرات، من قبل الرئيس قيس سعيد بعد 25 يوليو/تموز 2021". وبعد عام ألقت السلطات الجزائرية القبض عليه وسلمته إلى السلطات التونسية.
ويعد لونغو "صندوقا أسودا" للداخلية التونسية حيث قضى كل حياته المهنية. وهو إحدى الشخصيات الأمنية التي تم عزلها والحد من صلاحياتها في 28 يوليو 2021، بعد تفكيك حكومة المشيشي والاستيلاء الكامل على السلطة من قبل الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو من نفس العام. وقد شددت القبضة الأمنية على لونغو من خلال وضعه رهن الإقامة الجبرية في 5 أغسطس/آب 2021".
وبعد أن كان ناشطا في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، أصبح بعد الثورة التونسية التي اندلعت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 قريبا من "النهضة" والعديد من رؤساء الحكومات بمن فيهم، يوسف الشاهد.
كما أوضح المصدر أن "لونغو كان في قلب الجدل بين وزير الداخلية السابق الذي تولى رئاسة القصبة، المشيشي، وخليفته في قيادة الأجهزة الأمنية، توفيق شرف الدين -وهو الصديق المقرب لسعيد الذي عينه في أكتوبر/تشرين الأول 2020- وقرر في يناير/كانون الثاني 2021 التخلص من بعض القيادات لتأسيس دائرة يستحوذ عليها رئيس الجمهورية". وفي إطار ذلك، قام بعزل لونغو من مهامه كملحق أمني بالسفارة التونسية في باريس.
وانخرط المشيشي بعد ذلك في مواجهة مع سعيد، حيث عين المشيشي لونغو، ضابط مخابرات سابق ذو مهارات معترف بها، مسؤولا عن الخدمات الخاصة في 21 أبريل/نيسان 2021.
وهو ما رأه البعض تحديا صريحا موجها إلى رئيس الدولة، وحدث التعيين بعد يومين من خطاب رئاسي ظهر فيه سعيد في صورة القائد الوحيد للقوات المسلحة.
وعقب إطاحة سعيد بحركة النهضة ببضعة أشهر خسر لونغو كل دعمه، واختفى ليعود للظهور مرة أخرى في مطار تونس قرطاج بتاريخ 6 مارس/آذار 2022، حيث منع من ركوب طائرة متجهة إلى باريس.
وأوضح مصدر مطلع أن "المصالح الأمنية التونسية والجزائرية عملتا معا على أساس المعلومات التي قدمتها تونس، والتي تفيد بأن لونغو عبر الحدود على جانب حمام بورقيبة (شمال غرب تونس) بمساعدة مهرب تونسي". حيث تم رصده في غرب الجزائر، مما تسبب ومن ثم اقتياده إلى ثكنة للتحضير لتسليمه إلى السلطات التونسية.
وأكد المصدر الفرنسي على أنه "نادرا ما يتم تفعيل إجراء مثل هذا -أي تسليم الهاربين- بين البلدين الجارين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا السياسية، لكن يبدو أن لونغو قد فقد بريقه الأمني أو على الأقل الحماية التي كفلت له الإفلات من العقاب".
ولونغو المتهم بالتجسس على المعارضين ليس مجرد كبش فداء بحسب النائب السابق هيكل المكي. "إذ كان يشتبه في فساده في عهد بن علي، وقد تم تخفيض رتبته، قبل أن يستعيد مكانته مع وصول النهضة إلى السلطة".
شرعت السلطات التونسية، في التحقيق مع المدير العام السابق للمخابرات لزهر لونغو. وقال مصدر بوزارة الداخلية التونسية، إن ”السلطات بدأت التحقيق مع لونغو، المتهم بالضلوع في ما يعرف بقضية شركة أنستالينغو، رفقة متهمين آخرين وجهت لهم عدة تهم، مثل غسيل الأموال وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض، وإثارة الهرج والقتل“.
كما يُتهم لونغو بـ“ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة، والاعتداء على أمن الدولة، ومحاولة المس من سلامة التراب التونسي“، بحسب المصدر.
وأشار المصدر في تصريحات صحفية إلى أن ”تلك التهم تم توجيهها بموجب أحكام الفصول 61 و67 و72 من المجلة الجزائية، والفصل 94 من القانون عدد 26 لسنة 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال“.
مؤكداً على أن ”الوحدة الوطنية لمقاومة الإجرام هي من تتولى التحقيق مع لونغو، في القضية التي باتت تعرف إعلاميا بقضية أنستالينغو، وشبهات فساد أخرى، إبان توليه منصبه مديرا عاما للمخابرات التونسية“.
وعلق الناطق الرسمي باسم النقابة العامة للمصالح المختصة ”النقابة العامة للمخابرات التونسية“ حسام جنحاني، على هذا الملف بالقول، إن ”نقابته مع تطبيق القانون“.
وشدد جنحاني، على أن ”أي كادر يخالف مقتضيات العمل الأمني وينخرط في العمل السياسي ويدخل المؤسسة الأمنية في المتاهات السياسية ويطوعها لخدمة مصالح السياسيين يتحمل مسؤوليته القانونية أمام القضاء“.
وبين في تصريحات صحفية أن ”لونغو، تسبب خلال فترة توليه إدارة المخابرات، في طرد كوادر وكفاءات أمنية وذلك لتسخير الإدارة لخدمة أجندة سياسية، وهذا ما سبق للنقابة والأمنيين الشرفاء رفضوه“. داعياً وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، إلى ”مراجعة التعيينات التي قام بها لونغو، خلال توليه إدارة المصلحة المختصة”

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4