يعاني لبنان من تآكل في البنية التحتية للطرق مما يجعله يتصدر دول العالم في حوادث الطرق، وكنتيجة لتراكم الأزمات في البلاد منذ أواخر 2019، تدنت السلامة المرورية من سُلم اهتمامات المسؤولين، في ظل عدم توفر الأموال المخصصة لهذا الغرض.
وقبل أيام حذر ميشال مطران، مؤسس غرفة التحكم المروري في لبنان، من ازدياد عدد الصدامات المرورية، واصفاً إياها بالأعلى في العالم من حيث عدد الضحايا.
وقال مطران على حسابه الخاص في موقع “تويتر”: “غرفة التحكم المروري تتحوّل إلى ورقة نعي، ووفاة 5 أشخاص يومياً في بلد يبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة، يعني أننا نخسر 30 شخصاً لكل 100 ألف نسمة، مما يدل أننا نتصدر دول العالم في عدد قتلى الحوادث المرورية”.
وتعليقاً على التغريدة الصادمة، قال الخبير في شؤون السلامة المرورية كامل ابراهيم : “إذا احتسبنا عدد القتلى في لبنان خلال اليوم الواحد، 5 ضحايا يصير العدد 150 في الشهر الواحد، أي ما يساوي 1800 ضحية في السنة الواحدة “.
وتابع في تصريحات صحفية: “وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية الأخيرة يعتبر هذا الرقم كبير جداً ويتصدر عدد ضحايا حوادث السير في العالم”.
وسجل يونيو/ حزيران الماضي رقماً قياسياً في عدد ضحايا حوادث السير بلبنان خلال السنوات الخمس الماضية.
وبحسب إحصائية أعدها فادي الصايغ الناشط في "جمعية حقوق الركب والنقل المستدام"، بلغ عدد الوفيات جراء حوادث السير في يونيو الماضي، 57 شخصا وهو أعلى عدد يُسجل خلال شهر واحد منذ 2017.
كما بلغ عدد الجرحى في هذا الشهر نحو 400 شخص، أما جمالي عدد وفيات حوادث السير في النصف الأول من عام 2021 فبلغ 208 والجرحى 2001 جراء وقوع 1632 حادثاً خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال كامل إبراهيم الخبير في إدارة السلامة المرورية إن الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان أثّرت سلباً على السلامة المرورية، محذراً من اختفاء مقوماتها تدريجياً.
وأضاف أن أبرز ذلك التأثير، عدم تجهيز وصيانة الطرقات، وسوء الإنارة ليلاً وانعدامها في الأنفاق، وتعطل إشارات المرور لا سيما في العاصمة بيروت والمناطق المحيطة فيها.
وشهدت بعض الأنفاق المعتمة في شوارع بيروت حوادث مرورية مؤخراً أدت الى وقوع إصابات، وبحسب تقارير خبراء ووسائل إعلام فإن انعدام الإضاءة كان سبب وقوع تلك الحوادث.
وأردف إبراهيم أن هذا الواقع لم نشهد مثيلاً له منذ 20 عاماً، مبدياً خشيته من ارتفاع معدلات حوادث السير وضحاياها في الفترة المقبلة في ظل عدم معالجة الأسباب وراء ذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية.
ويعاني لبنان أزمة اقتصادية تعد الأسوأ في تاريخه الحديث، أدت الى تراجع غير مسبوق باحتياطي العملات الأجنبية، وفقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90 % من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.