هكذا تأثر الاقتصاد الألماني بالحرب في أوكرانيا

اعداد: شيماء ابراهيم

2022.07.16 - 11:51
Facebook Share
طباعة

تأثر الاقتصاد الألماني كثيرا بسبب نقص تدفق الغاز من روسيا على إثر الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أصبحت ألمانيا تعاني من ارتفاع في أسعار كافة الخدمات والخامات.
وتواجه ألمانيا مخاوف القطع الكامل لإمدادت الغاز الروسي بعد انتهاء فترة الصيانة الدورية لخط أنابيب "نورد ستريم 1" العملاق، والتي بدأت في 11 يوليو وتستمر لمدة 10 أيام.

وحذرت قطاعات الصناعات الغذائية في ألمانيا، في ضوء الحرب في أوكرانيا، من نقص الغذاء إذا ما استمرت أسعار المواد الخام في الارتفاع.

ودعت قطاعات الصناعات الغذائية وزير الزراعة جيم أوزديمير للتحرك. وصرح رئيس الاتحاد الفيدرالي لصناعة الأغذية الألمانية، كريستيان فون بوتشير، مع صحيفة بيلد الألمانية،بأنه في مرحلة ما، لن يكون السؤال عن مقدار تكلفة المواد الخام الخاصة بصناعة طعامنا في السوق العالمية، بل عمّا إذا كان لا يزال بإمكاننا الحصول على أيٍّ منه، قبل أن يدعو الوزير أوزديمير إلى التحول من برنامج حزب الخضر إلى إدارة الأزمات النشطة.

من جانبه أوضح المدير التنفيذي لجمعية صناعة الألبان بيورغ بورغمان، إلى أنه سيصار إلى تفاوض بين مصانع الألبان والشركات التجارية قبل تحديد الأسعار. أما مدير الرابطة المركزية للخبازين الألمان، دانيال شنايدر، فقال لصحيفة بيلد إن "الطعام لا ينبغي أن يكون ترفاً". وتتأثر الصناعات الغذائية على وجه الخصوص بارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام والموظفين، وعلى سبيل المثال، ارتفعت تكاليف إنتاج المخبوزات بنسبة 25 إلى 30% .

فيما حذّر دويتشه بنك (البنك الألماني) من أن تفاقم أزمة الغاز في ألمانيا قد يدفع المواطنين إلى العودة لاستخدام الأخشاب بغرض التدفئة لمواجهة البرد القارس خلال الشتاء المقبل.
ووفقًا لتحذيرات المحللين، فإن بعض المنازل ستضطر إلى حرق الأخشاب للتدفئة بدلًا من الغاز، مع مواصلة روسيا خفض الإمدادات، حسبما نشر موقع بيزنس إنسايدر (Business Insider).

وتوقّع البنك، في مذكرة نُشرت يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز (2022)، انخفاض استهلاك الغاز في ألمانيا بنسبة 10% مقارنة بمستويات عام 2021، مدفوعًا بمدخرات الأسر والصناعة وقطاع الخدمات، وارتفاع أسعار الغاز.

ومن مؤشرات تنامي التداعيات السلبية لحرب أوكرانيا على الاقتصاد الألماني ايضاً، ما أعلنته الحكومة في برلين (27 أبريل / نيسان 2022) بشأن توقعات النمو الاقتصادي خلال العام الجاري، إذ خفضت توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى حدود 2.2%.
من جانبه، أكد الخبير وأستاذ الاقتصاد النقدي في جامعة غوته في فرانكفورت، فولكر فيلاند، أن الرقم القياسي للتضخم الذي بلغ 7.8% وعاشته ألمانيا في عام 1973، وهو عام صدمة أسعار النفط، سيُتَجاوَز قريباً، وبخاصة إذا ما توقفت روسيا عن إمداد ألمانيا بالغاز والنفط، أو إذا ما كان هناك حظر استيراد، ولا يمكن بعدها استبعاد صعود التضخم إلى رقمين. أما مجلس الخبراء الاقتصاديين الألمان، فتوقع أن يبلغ التضخم معدل 6.1% خلال العام الجاري بأكمله.

يعتبر "نورد ستريم 1" أكبر طريق منفرد للغاز الروسي، ويصل مباشرة إلى ألمانيا، عبر بحر البلطيق، حيث يجلب 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً. واستهلكت ألمانيا 100 مليار متر مكعب العام الماضي، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وتوقف عبور الغاز الطبيعي الروسي عبر بولندا هذا العام، كما توقف أيضا الغاز الذي يعبر أوكرانيا في ظل الحرب مع روسيا.

تعتمد نصف الأسر الألمانية على الغاز من أجل التدفئة، خاصة في الفترة من أكتوبر وحتى مارس، وسيؤدي عدم فتح خط "نورد ستريم 1" إلى إفساد خطط ألمانيا لملء مخازنها تحت الأرض قبل الشتاء.

هذه المخازن ممتلئة بنسبة 64.6 بالمئة فقط، وهو ما يقل عن مستهدف الحكومة بالوصول إلى مستوى 80 بالمئة في أكتوبر.

في الوقت نفسه فإن بدائل استيراد الغاز من مناطق أخرى في العالم ضيقة، كما أن الأسعار ارتفعت بمعدلات كبيرة منذ العام الماضي مع انتعاش الطلب بعد وباء كورونا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5