الالغام في سوريا قاتل خفي لا يزال يحصد ارواح السوريين

اعداد كارلا بيطار

2022.07.16 - 11:23
Facebook Share
طباعة

 تتكرر مؤخرًا حوادث انفجار الألغام الأرضية في مناطق متفرقة من سوريا جراء انتشار مخلفات الحرب، كما تشهد العديد من المناطق حوادث قتل متكررة بانفجار بقايا الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب.
والحادث الأكثر دموية كان في 11 من حزيران الماضي، اذ قُتل تسعة أشخاص وأصيب حوالي 27 شخصًا آخرين جرّاء انفجار لغم بسيارة كانت تنقلهم في بلدة دير العدس بريف درعا.
وبحسب ما أعلن عنه المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي، زاهر حجو، سجلت 120 وفاة ناتجة عن انفجار الألغام في مناطق سيطرة الحكومة، منذ مطلع العام الحالي.
وتصدرت محافظة حماة عدد حالات الوفاة، إذ سجلت 40 حالة، بينما سجلت في محافظة حلب 30 حالة وفاة، وفي ريف دمشق 40 حالة، وفي درعا 11 حالة وفاة.
ووثّقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، مقتل وإصابة 15 ألف شخص جراء انفجار مخلفات الحرب في سوريا، منذ عام 2015، بما يعادل مقتل أو إصابة خمسة أشخاص يوميًا.
وأوضح مدير الدائرة في سوريا، حبيب الحق جاويد، لوكالة “فرنس برس”، في تقرير نُشر في 11 من تموز، أن سوريا تسجل اليوم أكبر عدد من الضحايا جراء الذخائر المتفجرة عالميًا، مبينًا أن حوالي 10.2 مليون شخص يعيشون في مناطق ملوثة بالذخائر المتفجرة، أي أن واحدًا من كل شخصين يعيش في خطر جراء مخلفات الحرب.
إلى جانب الخسارة الفادحة في الأرواح، فإن الألغام والذخائر غير المتفجرة وغيرها من مخلفات الحرب تتسبب بخروج مساحات واسعة من دائرة الاستثمار الزراعي.
قد لا تعكس الأرقام الحالية الحجم الحقيقي لخطورة الألغام والذخائر غير المتفجرة، رغم فداحة بعض الحوادث، لكن من المتوقع أن يزداد عدد الضحايا تدريجياً لأسباب عدة، أهمها:
- عودة المزيد من النازحين واللاجئين إلى منازلهم ومناطقهم، وما يشكله ذلك من زيادة طبيعية في النشاط السكاني في تلك المناطق، التي كانت نقاط تماس بين الأطراف المتحاربة أو ساحة لمعارك كبيرة، وما أكثرها على امتداد الجغرافيا السورية!
تالياً، إن فرصة حدوث احتكاك مباشر بين الأفراد ومخلفات الحرب سيكون أكبر، وخصوصاً الأطفال أثناء لعبهم وتوجههم إلى المدارس، وهي أكثر الحالات شيوعاً حالياً، أو الكبار أثناء عملهم وبحثهم عن لقمة العيش.
- توجه الكثير من السوريين إلى إعادة استثمار أراضيهم الزراعية التي توقفوا لفترة زمنية ما عن زراعتها بسبب الأوضاع الأمنية السائدة، أو توسيع نشاطهم الزراعي في ضوء الواقع الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد، ما يعني بطبيعة الحال زيادة عدد المشتغلين بالزراعة وارتفاع فرص تعرضهم لاحتكاك ما مع الألغام والذخائر غير المتفجرة.
- جانب من خطورة الألغام والذخائر غير المتفجرة في سوريا يكمن في وجودها وانتشارها ضمن المناطق والأبنية السكنية التي شهدت معارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة بتسمياتها المختلفة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1