بعد سنوات كان فيها الدولار صاحب الصوت الأعلى المسيطر الوحيد على الاقتصاد العالمي،يبدو أن الروبل الروسي ينطلق دون مبالاة ليغير هذه القاعدة، حيث قفزت العملة الروسية خلال إلى أعلى مستوياتها أمام الدولار منذ فبراير 2018.
وقالت منصة التداول في بيان أمس الثلاثاء، إن بورصة موسكو أوقفت التداول بالفرنك السويسري في سوق الصرف الأجنبي اعتبارًا من اليوم.
وفقًا للبيان سيتم تطبيق القيود على أزواج العملات الفورية والمبادلة على الفرنك السويسري - الروبل الروسي (CHFRUB) والدولار الأمريكي - الفرنك السويسري (USDCHF) في أوضاع الصرف والصرف المباشر.
ويتجه الروبل الروسي خلال الفترة الأخيرة إلى مستويات قرب الـ 55 روبل للدولار بارتفاع في حدود 2% حيث يتداول عند مستويات 55.7 روبل للدولار.
وارتفع سعر صرف الروبل أمام العملتين الدولار واليورو، قبل يوم واحد من قرار المركزي الروسي بخفض الفائدة وتم تداول العملة الأمريكية دون مستوى 60 روبل للدولار وقرب مستويات الـ 63 روبل لليورو، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية مايو الماضي.
وكان تقرير أمريكي، قد كشف أن الروبل الروسي هو العملة الأفضل أداء في العالم منذ بداية العام 2022، على الرغم من العقوبات الغربية الشديدة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
وذكر التقرير، الذي نشرته شبكة ”سي بي أس“ الأمريكية، في الـ27 من شهر أيار/مايو الماضي، أنه ”بعد شهرين من انخفاض قيمة الروبل إلى أقل من (سنت) واحد وسط أسرع وأشد عقوبات اقتصادية في التاريخ الحديث، شهدت العملة الروسية تحولا مذهلا؛ إذ قفز الروبل بنسبة 40% مقابل الدولار منذ يناير/كانون الثاني".
ونقل التقرير حينها عن أستاذ تكوين رأس المال والنمو الاقتصادي في ”كلية هارفارد كينيدي“ الأمريكية جيفري فرانكل، قوله: ”إنه وضع غير معتاد".
وأوضح فرانكل: ”في العادة، فإن الدولة التي تواجه عقوبات دولية ونزاعا عسكريا كبيرا ستشهد فرار المستثمرين وتدفقا خارجيا ثابتا لرأس المال ما يؤدي إلى انخفاض عملتها".
وكان فريق خبراء بمؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس البريطانية قد أكد أن السبب الرئيسي وراء وضع العملة الروسية القوي، هو ارتفاع أسعار الطاقة والانتقال إلى الدفع بالروبل للحصول عليها، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية اليوم السبت 28 مايو 2022.
وقالت تاتيانا أورلوفا، عضو فريق الخبراء، والخبيرة الاقتصادية الرائدة في الأسواق الناشئة بأكسفورد إيكونوميكس: "أسعار السلع مرتفعة للغاية في الوقت الحالي، وحتى على الرغم من انخفاض الصادرات الروسية بسبب الحظر والعقوبات، فإن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يعوض عن هذا الانخفاض"، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس".
في 23 مارس/أذار الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تحويل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي فرضت إجراءات تقييدية ضد روسيا إلى روبل.
ووقع بوتين مرسوماً مناظراً، وقال إنه إذا لم تدفع الدول "غير الصديقة" بالروبل اعتباراً من 1 أبريل/نيسان فستعتبرها روسيا تخلفاً عن سداد عقود الغاز.