تعد مصر على المستويين التاريخي والجغرافي قلب الوطن العربي، الملتهب بالأحداث على مر التاريخ، وتزايدت على مدار العقد الأخير.
ويرى بهاء الدين عياد الباحث في العلاقات الدولية، أن المحيط الإقليمي لمصر يمثل الدائرة الأولى لاهتمامات سياستها الخارجية والأمن القومي المصري.
مشيراً إلى دور مصر في الكثير من الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، بداية من دور الوساطة والتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال خلال موجات التصعيد على سبيل المثال ما شهدته الساحة الفلسطينية في مايو من العام الماضي، مرورا بمبادرة إعادة إعمار غزة، وحتى محاولات التهدئة التي تقوم بها مصر خلال هذه الأيام.
مؤكداً في تصريحات خاصة لوكالة أنباء آسيا، أن مصر تستغل علاقتها الدبلوماسية بإسرائيل لتعلب دورا محوريا في التهدئة بين المقاومة وقوات الاحتلال.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية في تصريحاته الخاصة بالنسبة للملف اليمني، فهناك تطورا خلال العامين الماضيين، فمصر لجأت إلى السياسية النشطة تجاه اليمن بدلا من التركيز على العمليات العسكرية للتحالف العربي.
وتابع أن مصر بدأت تعيد تنشيط علاقتها باليمن على المستوى الثنائي، فكثير من المسؤولين اليمنيين زاروا مصر. كما يقوم سفير مصر باليمن في مقابلة الثنائي والاهتمام بالطرفين على نفس القدر.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن اليمن تعتبر من الدول المهمة جدا بالنسبة لمصر، فهي تطل على مدخل البحر الأحمر، وهناك توجه لاشراكها في مجلس البحر الأحمر، وهذا يعكس اهتمام مصر باليمن وضرورة إنهاء الصراع عن طريق الحل السلمي.
ويرى عياد أن مصر أعادت ترميم علاقتها مع العراق وهذا تجلى في زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العراق والتي تعد زيارة رسمية مصرية بعد سنوات انقطاع تقريبا منذ احتلال العراق عام 2003.
بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة لعدد من المسؤولين بين مصر والعراق، ساهمت مصر في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر، وهي آلية ثلاثية تتعلق بالتعاون الاقتصادي. إلى جانب هذا دعمت مصر العراق في مكافحة الإرهاب من خلال الدعم العسكري والاستخباراتي.
أمابالنسبة إلى العلاقات المصرية اللبنانية فقد تطورت وتوطدت خلال السنوات الأخيرة وقدمت مصر العديد من الدعم إلى لبنان في إطار دعمها لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجه لبنان.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن مصر تدخلت أحيانا لحل بعض الأزمات التي واجهت الداخل اللبناني كما حدث في أزمة استقالة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الأولى، والذي أجبر على إعلان استقالته بعد احتجازه في السعودية.
مؤكدا على أن ما يميز العلاقات المصرية اللبنانية هو عدم تدخل مصر في الشؤون الداخلية للبنان.
واتفق معه في الرأي جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، الذي أكد على أن أهم ما يميز السياسية الخارجية لمصر هو عدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى، كما أن مصر من أهم الدول الموقعة على الاتفاقيات والمعاهدات كافة، المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مصر لعبت دورا محوريا في الأزمات التي لحقت ولازالت عدد من الدول من خلال تقديم المساعدات أو المحاولة لحل الأزمات وإنهاء الصراع، وهو ما يعزز دورها على المستوى الإقليمي والدولي، مضيفًا أن الدولة المصرية تسير بخطوات متناسقة نحو تعزيز مكانتها خارجيا.
الجدير بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد وجّه بسرعة تقديم الدعم والمساعدات الإغاثية اللازمة للشعب اللبناني الشقيق لمواجهة محنة انفجار ميناء بيروت البحري، وذلك عبر إقامة جسر جوي إغاثي بصورة عاجلة شمل 16 طائرة نقلت كميات ضخمة من الدواء والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والإغاثية وأطقم الأطباء و الجراحين المتخصصين للمساهمة في علاج مصابي الانفجار، إلى جانب المساعدات التي قدمتها مصر لدعم لبنان لمواجهة تداعيات الجائحة في ظل تأزم الوضع الاقتصادي.
وأوضح عودة في تصريحات صحفية خاصة أنه منذ " صعود السيسي أكد أكثر من مرة على أهمية ووحدة وسيادة العراق على أراضيه، مدعما الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب. مشيرا إلى رفض الحكومة المصرية مقترح الكونغرس الأمريكي في أبريل 2015 بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن اليمن يعتبر أمنها من أمن مصر القومي، فقد عملت مصر على تأمين مصالحها في مضيق باب المندب تخوفا من الاوضاع الغير مستقرة في الداخل اليمني والحفاظ على الأمن المائى فى قناة السويس. لكن إلى جانب هذا تأمل مصر في نجاح الحل السياسي لإنهاء الصراع في اليمن.
وتستند العلاقات المصرية تجاه الدول العربية على عدة أسس منها تأكيد سياسات مصر القومية إزاء مختلف القضايا والدول العربية والتي تقوم على أساس احترام إرادة وسيادة كل دولة عربية، ومساندة قضايا الأمة العربية في استرداد حقها بالوسائل المشروعة والسعي لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.