الحرب الروسية الأوكرانية ودرس الصين في أزمتها مع تايوان

اعداد شيماء ابراهيم

2022.04.16 - 11:17
Facebook Share
طباعة

 يعتقد الخبراء أن الصين تتعلم من الحرب الروسية المضطربة في أوكرانيا لتحسين استراتيجياتها القتالية والاستعداد لعقوبات اقتصادية إذا هاجمت بكين تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، ويقولون إنَّ الدولة ربما تبحث بجدية أكبر عن حلول سلمية لتايوان.


وكانت وزارة الخارجية الصينية، قد حذرت من أن "أي محاولات تقوم بها الولايات المتحدة لدعم تايوان ستكون عبثية وغير مجدية". حيث أضافت الخارجية الصينية، في بيان لها، أن "الولايات المتحدة تضخّم مرور سفنها الحربية عبر مضيق تايوان، إن كان قصدها إرسال رسالة لدعم استقلال تايوان، فإن هذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى تسريع انهيار قوي لاستقلال تايوان، وستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لأفعالها".


فيما أكدت أنه "إذا حاولت الولايات المتحدة ترهيب الصين، والضغط عليها بهذه الطريقة، لدينا هذا التحذير الصارم: ما يسمى بالردع العسكري سوف يتحول إلى نفايات حديدية عند مواجهة السور العظيم الحديدي المتكون من 1.4 مليار صيني"، وفق تعبيرها.


في المقابل يرى الخبراء إنه بينما رفضت الصين المقارنة بين أوكرانيا وتايوان، لا تزال الحكومة الشيوعية في بكين تحلل رد فعل المجتمع الدولي على الغزو الروسي لأوكرانيا.


من جانبها قالت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، في تصريحات صحفية لشبكة دويتشه فيله الألمانية، إنه "من المؤكد أن بكين ستستخلص الدروس التي يمكن أن تستخدمها في استراتيجيتها تجاه تايوان"، مضيفة أن "الصين ستراقب تماسك حلف الناتو والتحالفات الأمريكية الأخرى، واستعدادهم لتحمل تكاليف فرض عقوبات على روسيا. وسوف يتابعون عن كثب دليل الحرب المختلطة لروسيا، وكيف يجمع بين المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية للتأثير على الوضع على الأرض وتشكيله للمواقف تجاه الصراع ".


كما يرى محللون أن الصين لن تتصرف بنفس الطريقة التي تتصرف بها روسيا الآن في حال قررت مواجهة تايوان.


ويعزى المحللون الأسباب لما آثاره غزو بوتين لأوكرانيا، وقيام الدول الأوروبية بتقوية جيوشها الوطنية بدل الاعتماد على القوة العسكرية الأميركية، وفي حال قيام الصين بغزو تايوان، فليس من المستغرب أن تقوم اليابان بإعادة بناء جيشها، ولليابان كما هو معروف، تملك إمكانيات اقتصادية هائلة ومستوى علميا بالغ التطوّر وتقاليد عسكرية عريقة، مما قد يجعل من اليابان خلال فترة زمنية قصيرة قوة عسكرية تستطيع تغيير ميزان القوى في شرق آسيا بشكل جوهري.


بالإضافة إلى ذلك فإنه في حال حدث عدوان صيني على تايوان فإن التحالفات التي قامت مؤخرا مثل "كواد" بين الولايات المتحدة واليابان والهند واستراليا وتحالف "أوكوس" (الأميركي-البريطاني-الأسترالي) ستقوى وتتوسع وستتحول إلى قوة عسكرية لمواجهة الصين.


الجدير بالذكر أنه في وقت سابق وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ«إعادة توحيد» حتمية مع تايوان بوسائل «سلمية»، حيث قال:" إن «تحقيق إعادة توحيد الوطن الأم بوسائل سلمية يصب في المصلحة العامة للأمة الصينية بما في ذلك المواطنون في تايوان».

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3