تحدَّث موقع national interest هذا الأسبوع عن الحرب الإلكترونية، وقال " Klon Kitchen" زميل مقيم في معهد أمريكان إنتربرايز، أنه بعد شهرين من غزو روسيا لأوكرانيا، بدأنا نفهم دور الإنترنت في أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
مضيفا:" بينما كانت هناك بعض المفاجآت الأولية، استقرت أوكرانيا والولايات المتحدة في موقف يركز على الحد من العمليات الرقمية لروسيا داخل منطقة الحرب ومنعها من تصعيد الهجمات الإلكترونية على المستوى الدولي. من ناحية أخرى، تحاول روسيا التخلّص من أعقابها تكتيكيًا، وإعادة تأكيد نفسها كقوة يجب الخوف منها، وإبقاء قادة العالم في حالة تخمين بشأن قدراتها ونواياها".
واعتقد الكثير من المحللين أنَّ الصراع في أوكرانيا سيبدأ بهجمات إلكترونية روسية واسعة النطاق ضد القيادة والسيطرة العسكرية في كييف، والدفاع الجوي، والاتصالات المدنية، وشبكات البنية التحتية الحيوية، وكان الأساس المنطقي هو أن هذه العمليات توفر مزايا عسكرية كبيرة وتندرج ضمن القدرات الإلكترونية لروسيا المثبتة، ولا تشكل خطرًا كبيرًا على المهاجم.
وتضمنت الساعات الأولى من الغزو اختراقًا لشركة Viasat للاتصالات الأمريكية وهجمات محدودة من "برامج المسح" ورفض الخدمة الموزعة (DDoS)، فإن الهجوم الإلكتروني المتوقع لم يتحقق، ويبدو أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لما حدث منها أن موسكو قد اتخذت خيارًا استراتيجيًا بعدم استخدام رمز مدمر واسع النطاق من أجل السيطرة على التصعيد، بينما استخدم المتسللون الروس سابقًا هجمات مثل دودة Not Petya في أوكرانيا، فإن حقيقة أن هذا الهجوم انتشر في نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم وتسبب في أضرار لا تقل عن 10 مليارات دولار - بما في ذلك داخل روسيا - ربما أقنع بوتين بعدم استخدام هجمات مماثلة في هذا السياق، كان هذا بالتأكيد القرار الصحيح.
في المقابل تعرّض العديد من المواقع الإلكترونية الحكومية ووسائل الإعلام الروسية للاستهداف بهجمات تبنتها "أنونيموس". واستفادت الهجمات من نفس الأساليب المستخدمة في العديد من الهجمات الإلكترونية السابقة، بما في ذلك الهجمات على البنوك الأوكرانية والمواقع الحكومية.
وشملت الهجمات سرقة ونشر بيانات وزارة الدفاع الروسية، التي قد تحتوي على معلومات حساسة مفيدة للمقاتلين في أوكرانيا. وبحسب ما ورد تم الوصول إلى رسائل بريد إلكتروني لشركة تصنيع الأسلحة البيلاروسية "تيترايدر" وبيانات من المعهد النووي الروسي.
ويشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من انتشار أي نزاع إلكتروني في أوكرانيا، سواء كان عرضياً أو متعمداً. عام 2017، تسبب الهجوم الإلكتروني Not Petya على أوكرانيا في أضرار قيمتها 10 مليارات دولار أميركي في أنحاء العالم كافة. وحُملت روسيا المسؤولية عنه. وهذا الشهر، أصدر المركز الكندي للأمن السيبراني (CISA) تحذيراً للمنظمات الأميركية، ونبّه إلى أن روسيا يمكن أن تصعّد "بطرق قد تؤثر على الآخرين خارج أوكرانيا". وتلقت الشركات البريطانية تحذيرات مماثلة.
وقبل بدء القوات الروسية هجومها المتوقع على أوكرانيا، بدأت المناوشات بين الطرفين في الفضاء الرقمي؛ في 23 فبراير/شباط الحالي، أعلنت وكالة الأمن المعلوماتي الأوكرانية تعرض البلاد لهجمات إلكترونية "مستمرة" وجهت فيها أصابع الاتهام إلى جهات روسية، إذ استُهدفت مواقع إلكترونية تابعة لعدد من المصارف والوزارات. هجوم رقمي مماثل استهدف المواقع الحكومية الأوكرانية والمصارف سرعان ما نسبته الولايات المتحدة وبريطانيا وحكومات أخرى إلى وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.