اتهامات متبادلة بين "قسد" وحكومة دمشق

اعداد سامر الخطيب

2022.04.16 - 11:08
Facebook Share
طباعة

 ضيقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الخناق على أحياء خاضعة لسيطرة الحكومة السورية في مدينتين يسيطر عليهما الأكراد في شمال شرق البلاد.


وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها سيطرت على نحو عشرة مكاتب حكومية من بينها ما يختص بالتمويل المحلي وبالحبوب وبالتعليم في منطقة في قلب مدينة القامشلي.


كما منعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم جماعات مسلحة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، دخول القمح والوقود إلى منطقة أخرى في مدينة الحسكة تخضع لسيطرة القوات الحكومية السورية.


وقال شاهدان إن قوات سوريا الديمقراطية أغلقت أيضا طريقا سريعا يؤدي إلى مطار القامشلي الذي تديره الحكومة السورية.


وأخفقت محادثات بوساطة روسية الثلاثاء في نزع فتيل الأزمة إذ أصرت وحدات حماية الشعب الكردية على أن يرفع الجيش السوري القيود التي منعت شاحنات تحمل الأغذية والطحين إلى الجيب الواقع في حلب أولا.


وقال غسان خليل محافظ الحسكة لوسائل إعلام رسمية “قسد تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة”.


في المقابل اعتبر المتحدث باسم "الإدارة الذاتية"، لقمان أحمي الجمعة أن ممارسات حكومة دمشق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية "جرائم حرب".


وقال إن "استمرار هذه السياسة هدفه إركاع شعب حي الأشرفية والشيخ مقصود عن طريق التجويع".


من جهته يقول المحلل السياسي غسان يوسف في حديث صحفي إن "قسد تحاول أن تستغل ثغرة للاستيلاء على المؤسسات السورية في الحسكة والقامشلي"، متحدثا عما اعتبرها "عمليات إيحاء أميركي لقسد من أجل استهداف الدولة السورية".


ويضيف يوسف: "في الحيين بحلب اتخذت الدولة السورية إجراءات روتينية وليست جديدة، ضمن إطار الحفاظ على الأمن. بعد ذلك قسد اتخذتها ذريعة وحاصرت الحسكة ومنعت دخول الطحين واستولت على المؤسسات".


واستمرت علاقة تحالف تكتيكي بين وحدات حماية الشعب الكردية والسلطات السورية على مدى سنوات كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.


واتهمت دمشق وحدات حماية الشعب الكردية على مدى العامين الماضيين بالخيانة وبمساعدة واشنطن على وضع يدها على إنتاج النفط والقمح السوريين. كما تتهم سوريا الأكراد بإضمار طموحات انفصالية وهو ما تنفيه وحدات حماية الشعب.


وتعد القامشلي أنموذجا فريدا للتنوع السكّاني في سوريا، ويسكنها الأكراد والعرب والسريان والأرمن والآراميون والكلدان والآشوريون.


وتتلقى قوات سوريا الديمقراطية دعما عسكريا وسياسيا كبيرا من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وهو ما يجعل منها الطرف الأقوى في معادلة الصراع على شرق الفرات الغنية بالثروات والتي تعادل نحو ثلث مساحة سوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3