وعلى مدار الأسبوع الأول، للهدنة اليمنية تبادلت الأطراف اليمنية الاتهامات بارتكاب الخروقات لقرار وقف إطلاق النار في عدد من الجبهات، وهو ما جعل الأمم المتحدة تعرب عن قلقها وتحثّ على "التحلّي بضبط النفس".
وبحسب المشهد الحالي، فإن هناك مؤشرات بأن الهدنة اليمنية من الممكن أن لا تتعدى الآتي:" وقف نار مؤقت مع تخفيض طفيف في العقوبات حتى تنتهي الولايات المتحدة من الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى محاولة تجميد أي تأثير ونفوذ مخالف لأمريكا في الخليج والمنطقة حتى نهاية الازمة الروسية الأوكرانية".
فضلا عن العمل على إفساح المجال في البحر الأحمر و إبعاد منافذه الجنوبية عن أي توتر محتمل بسبب الحاجة إليه في حالة نشوء أزمة طارئة بين الصين وتايوان أو اندلاع حرب مفاجئة بين الهند وباكستان في المدى المنظور.
ونظراً لعدم وجود نقاط تماس واضحة المعالم في الجبهات وغياب فرق الرقابة، من المتوقع أن تستمر خروقات وقف إطلاق النار المتبادلة بشكل دائم طوال أيام الهدنة.
ودائماً ما كانت الهُدن السابقة عرضة لانهيار سريع، وإذا صمد قرار وقف إطلاق النار طوال شهرين كاملين كما هو متفق عليه، فستكون هذه أنجح هدنة على الإطلاق منذ بدء الحرب في عام 2015.
وعلى الرغم من أن مراقبين يرون أن اجتماعات القوى الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية التي تتزامن مع هدنة اليمن، قد تمثل مناسبة لبحث الحل في اليمن، إلا أن فرانسوا فريزون روش الباحث المختص بالشأن اليمني في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية يرى أنه "عدا عن أن هذه الحرب تدور رحاها في مجلس الأمن الدولي أيضا، لأن فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لديها مصالح مالية هناك. وفي الوقت الحالي، تتجه أعينهم إلى أوكرانيا".
ويخلص فريزون روش إلى أن "هذه الهدنة، ستسمح على الأقل، خلال الفترة التي ستستمر بها، بوصول النفط الذي سيكون قادرا على توفير بعض الكهرباء للسكان وإيصال مساعدات غذائية إضافية".
ويعتبر مراقبون أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حققت مكسباً سياسياً قد يكون ثميناً جداً في حال استثمر بالطريقة المثلى، فالهدنة في اليمن كانت الهدف السياسي الوحيد الذي سجلته هذه الإدارة منذ وصلت إلى البيت الأبيض، هدنة الشهرين التي وافقت عليها الأطراف اليمنية المتنازعة ليست بالفكرة الجديدة، بل على مدار عامين كانت متداولة ولطالما حاولت الأمم المتحدة إنجازها غير أن جهودها دائماً ما كانت تبوء بالفشل.
ومنذ نحو أسبوع، دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ. وأثارت هذه الهدنة الهشة تفاؤلًا حذرًا لدى كثير من السكان، الذين يخشون أن يصابوا بخيبة أمل جديدة.
والجمعة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ، موافقة أطراف النزاع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، يعدها المراقبون "الأهم" كونها سمحت بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء المغلق منذ 2016.
وفي 16 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تلقي تعهدات مالية من 36 جهة مانحة بقيمة 1.3 مليار دولار لصالح خطتها الإنسانية في اليمن لعام 2022، فيما كانت تسعى إلى الحصول على 4.27 مليارات دولار، للوصول إلى 17.3 مليون شخص باليمن.