تزامناً مع توجه أنظار العالم نحو الحرب الروسية والأوكرانية المستمرة في شهرها الثاني على التوالي، تشهد مناطق شمال شرق سوريا توترا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتواجدة في المناطق القريبة من الحدود التركية.
حيث قصفت القوات التركية مواقع لـ"قسد" في قرية معلق ومخيم عين عيسى في ريف الرقة الشمالي شمال شرقي سورية، وذلك تزامناً مع نشر "قسد" المزيد من عناصرها في خطوط التماس بالرقة والحسكة، عقب تعرضها لغارتين جويتين من تركيا أدتا إلى إصابة 4 من عناصرها بينهم قيادي.
ويذكر أنّ تركيا تدعم فصائل سورية مسلحة وتنشر عشرات النقاط العسكرية في شمال وغرب سورية، وقامت سابقاً بثلاث عمليات عسكرية ضد "داعش" و"قسد" في شمال وشمال غرب سورية.
ويرى خبراء أن هناك ملامح لتغيير الاستراتيجية التركية الجديدة من خلال انخفاض معدل الدوريات المشتركة بين الجانبين، من خمسة إلى ثلاثة حسب دراسة لموقع جسور.
بالإضافة إلى اتباع سياسة العمليات الجراحية المحدودة بالغة التأثير من خلال تدمير بنك واسع من الأهداف لتلك التنظيمات الإرهابية، تشمل البنية التحتية، مقرات القيادة، مستودعات التسليح، طرق الإمداد، مع الحفاظ على عدم التصادم العسكري.
وتشير تقارير صحفية إلى أن ما تقوم به المسيرات التركية بشكل يومي من استهداف لمواقع قسد وقواعدها العسكرية يعد مؤشراً واضحاً على أن تركيا تدرك جيداً الحساسية الأميركية من أي استهداف عسكري تركي لقسد في هذه الفترة الحساسة حيث الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك ربما لجأت إلى استراتيجية آخرى لامتصاص حساسية واشنطن ولعملية أشبه بجس النبض الأمريكي، مع الحرص على الدفيء المتنامي مع تركيا.
الجدير بالذكر أن البنتاغون لم يتخذ إلا الآن أي موقف سلبي تجاه الاستهدافات التركية لقسد، وهو ما اعتبره بعض الخبراء والمحللين بأنه مؤشر لمتغيرات جديدة قد تحدث في المنطقة.
وشهدت الأشهر الماضية زيارة مسؤولين أميركيين إلى شمال شرق سوريا، أبرزهم قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود.
وأفادت تقارير إعلامية بأن تلك الزيارات أكدت لمسؤولي قوات سوريا الديمقراطية أن الشراكة بين الولايات المتحدة وقسد لا تزال قوية، وأن القوات الأميركية لن تغادر في أي وقت قريب. وكانت الإدارة الأميركية خصصت 500 مليون دولار لبرنامج التدريب والتجهيز في السنة المالية 2022، منها 177 مليون دولار لدعم قسد.