تسجل سورية ارتفاعاً غير مسبوق بعدد حالات الانتحار مع وصول المعدل إلى حالة كل يومين منذ بداية العام الجاري، في حين لم تتجاوز 157 حالة خلال السنة الماضية.
مير عام هيئة الطب الشرعي في سورية زاهر حجو، أكد أن أعداد المنتحرين بلغت 45 حالة منذ كانون الأول الماشي حتى منتصف شهر نيسان الحالي، بمعدل 15 حالة كل شهر، ما يشير إلى تضاعف العدد نحو 10 مرات عن أعوام سابقة.
ومن الحالات المنتحرة توثق الهيئة العامة 37 حالة انتحار بين بين الشباب، و8 حالات من الإناث، ومعظمهم بأعمار الشباب الذين أنهوا حياتهم بطريقة الشنق أو الطلق الناري وتناول السم، إضافة لرمي أنفسهم من طبقات أبنية مرتفعة.
وفي العام المنصرم، كانت قد سجلت سورية انخفاضاً بمعدل حالات الانتحار بنسبة تقارب 10% عن عام 2020 الذي سجل حوالي 197 حالة انتحار مقابل 157 حالة خلال عام 2021.
مختصون بعلم النفس، أشاروا إلى أن الاضطراب النفسي أو اليأس أو ضغوط الحياة، كل على حدة لا تؤدي إلى الانتحار، ولكن عندما تجتمع هذه العوامل في وقت واحد، ويكون الألم النفسي غير محتمل، من الممكن أن تظهر الأفكار الانتحارية، وتتحول إلى سلوك فعلي عندما يتخطى الألم النفسي حاجز التحمل لدى الإنسان وقدرته على التعامل مع الضغوط، حيث تضعف وتتراجع غريزة الحياة مقابل كمية الألم الكبيرة المتراكمة المستمرة.
ويعاني معظم السوريين من الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أثرت على الحال المعيشي لعدد كبير من الشباب السوري تحديداً وسط انعدام فرص العمل وزيادة نسب البطالة، ما أدى لضغوط نفسية كبيرة باتت تهدد حياتهم بشكل عام.